ثقافة وفنون

من فعاليات الملتقى الدولي لتجديد الخطاب الثقافي .. ” واسيني الأعرج ” : الرواية العربية اليوم أمام معضلة أخلاقية

قال الكاتب الجزائري الكبير واسيني الأعرج، أن المشكلة التعليمية التي تعاني منها أغلب الدول العربية، لا يمكنها أن تخلق جيلا قادراً على استيعاب الثقافة.

جاء ذلك خلال الجلسة الأولى من فعاليات الملتقى الدولي لتجديد الخطاب الثقافي، في دورته الأولى، والذي ينظمه المجلس الأعلى للثقافة، في الفترة من 29 وحتى 31 من مايو الجاري، ويحضره عدد كبير من رموز الثقافة والأدب والفكر ووزراء الثقافة في العالم العربي.

ورأى واسيني الأعرج، أن الروائي الجديد ينشأ داخل سلسلة من المعطيات أولها الوضع العالمي العام في ظل نظام دولي جديد، تتأثر به الرواية، فتنتشر أسماء روائية، وتدفن أسماء أخرى، متسائلاً: كيف يمكن أن تواجه الرواية مشكلة الهوية والإنسانية، خاصة وأن هناك هيمنة تمارس على الذوق العربي، خاصة في ظل هذه التشظيات العربية.

وقال الروائي واسيني الأعرج، إن الرواية العربية تنشأ في ظل انكسار النموذج العربي، وداخل نسق من الخوف واليأس، إضافة إلى إجهاض الثورات العربية، مشيرًا إلى أنه بالهزيمة الأندلسية، انتهى الإشعاع الثقافي للعرب، في ظل التمزق والأحاديات التي نشأت سواء الدينية، أو السياسية التي لم تسمح بالقفز الثقافي.

وأكد واسيني الأعرج على أن المشكلة التعليمية التي يعاني منها المجتمع العربي، لا يمكن أن تخلق الجيل الذي يستوعب الثقافة بعقل كبير يتطور ويناقش ويحلل ويبدع، متسائلاً: كيف يمكن أن يكون هناك ديمقراطية، والذي يحدد مساحة الحوار هو الذي يملك القوة، فتأتي كل النقاشات اللاحقة رغم أهميتها إلا أنها لا تجد مكاناً في المجتمع، لأن الذي يمكنه أن يجد لها مكان هو الذي يمنعها، ويسيرها.

وتساءل واسيني الأعرج: كيف تعيد الرواية ترتيب التاريخ تخييلياً في تماس ضروري مع مادة الحياة، وكيفية تحويله إلى مادة إنسانية كاشفة كل الخيبات التي عاشتها الأرض العربية، مؤكداً على أن الديكتاتوريات تخاف من التخييل لأنه دليل على حرية الإنسان.

ورأى واسيني الأعرج أن الخطاب الذي نشأ في الحاضنة القومية، أصبح مجرد خطاب أجوف، ولكي يتجدد يحتاج إلى نقد ذاتي عميق، وتستطيع الرواية أن تهضم ذلك كله وتحوله إلى مادة نشأت في الحاضنة القومية، كيف تواجه وضعًا تمزقيًا شديد القسوة.

وقال واسيني الأعرج إن الرواية العربية اليوم في خطاباتها الكثيرة أمام معضلة أخلاقية كبيرة، متسائلاً: فكيف يتصرف الأديب في ظل أوضاع الحروب الأهلية الصعبة حيث تنغلق الرؤى، مؤكدًا أن الرواية ليست مجرد خزان للتحدي لكنها بنية شديدة التعقيد، فهي مادة خام تحتاج إلى قراءة حقيقية وعميقة، وذلك حسبما ذكرت وكالة أنباء الشعر.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى