ثقافة وفنون

اكنس حدائق عقلي … احيانا….نص أدبي للكاتب جواد الشلال

رؤوس كلما رُتقتِ الأرض بوحمة الغيم الاسود .. أصبحت الشمس أكثر عتمة من بريدها اليومي .. اشباح الدروب المتعبة محطاتُ خوفٍ احتار باعادة راسي من جديد ، لان استدارة رأسي نصف دائرة وانا ملزم بترتيب اثاثه وتنظيف حدائقه وكنس كل طرقاته .. أفكر أن أضعه ’’بالثلاجة ’’لعدة ايام مجرد ايام .. لربما يهدأ قليلا وينسى طرق التوحش والانشطار والابتذال ويبدا باعادة هيكلته وفق احدث الفرضيات الرأسية .. لكن قلق ينتابني خشية مداهمته من شتاء قارص يتجمد على اثرها لسنوات كثيرة قادمة ..لماذا لا تطبخني على صحيفة نظيفة ،ناعمة مرممة داخل فرن ’’الطباخ ’’المحلي .. والله فكرة ! ساجعلك تنضج ببطء حتى تنكمش فيك زياداتي من الذكريات في درجة تشبه انجماد حرقي فيك ، الا انني اقلق من رؤية التبخر والخلاص وذوبان كل الابتسامات القليلة السابقة ، يبدو انني لم استطيع الاختيار .. ما هذا ؟ ذهبت باتجاه رأسٍ آخر ! فهذه التراكمات ليست لي والصور اليومية مختفية تماما ، لربما يتوجب علي ان ابقيه معلقا بذات السقف الذي اعتاد الناس تعليق رؤسهم به ريثما أجد رأسي لكن لا اعرف من يعلق راسه بجانبي ، كل الرؤوس متدلية في لحظة السبات تنتظر دورها ، مر عليها سيدي الحجاج ، بكى ، فَبكِيتْ جميع الرؤوس المعلقة الا رأس حمار كان يضحك ، ساررته ، ففرحت كثيرا لانه كان يفكر مثلي ، قال لي : تفحص تلك الرؤوس ،خروف يترك رأسه في قدر السلخ ، إذن لم أكن وحدي يا للبشرى إنها رؤوس كثيرة منها ما هو مكعب كراسي الذي يقاس بمسطرة الزمن ومنه ما هو مستطيل ليتحكم باستطالته كسيدي الحمار ومنه ما هو على شكل صفر مئوي..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى