ثقافة وفنون

أنكب راجعا ً …قصيده للشاعر قاسم الذيب

أنكب راجعا ً ..
……………………..
أمرق يوميا ًفي طرق خلفية
أبحث عن أثر حياة
في أزقة حارات مدينة منسية
تتراءى لي أرجوحة يوم العيد
أنظر قبر شيخ مات لا أدري في أي الأزمان
ونسجت حول مقامه
أساطير وحكايات كرامات
أمر من حول سياج مقبرة ٍ
فيها يرقد ” نعاس الروح “
المتخمة بآهٍ تشبه دولاب هواء الروح
” الشيخ خليفه ”
قسم البنات الداخلي
حب الأيام المتسربل في أوعية الروح
المملوءة بفرح
تكاد أن تفر منه كركرات صبيان مفتونين
بعربة يجرها حمار مبتور الذيل
أمرق يوميا ًمن تحت فوهة قناصة
وأضحك في سري
أسأل غراب البين عن معنى الموت
وطعم الموت ورائحة الموت
أبكي وأملأ محبرتي
بضحك يشبه الفاجعة
بضحك يشبه البكاء
تأخذني قدماي نحو مدافن الموتى
التي صارت تكثر يوميا ً
كمزرعة فطر
تغوص قدماي بمرارة الحنظل
وأصابع كفيَّ
تجوس ظلمة الليل المسدل فوق رماد الأيام
أنكب راجعا ً
نحو مدرسة يتناثر ركامها
فوق حروف الطباشير
على لوح السبورة
المكتوب في زاويتها العليا 2006/1/15
نعد الأيام والأيام تعدنا
تتصارع الفكرة مع تبلد قاتل محترف
يذبح ضحيته من الوريد إلى الوريد
ليشرب كأسا ًمملوءة بدولارات
تشبه عطايا هولاكو يوم ذبح نهر دجلة
ويوم رقص الأوباش ورعاة البقر
في ساحة الفردوس
السماء ملبدة بقطن الغيوم الرمادية
تنثر رذاذ مطر أسود
يشبه شعر شهرزاد
ألمسترسل على وسادة حلم أمير
سُلب منه عرش أبيه
وفي يوم تكسرت
أبواب حمامات إسطنبول
وخروج أشباه الأُمراء عراة
إلا من أوراق التوت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى