رؤى ومقالات

حمدي عبد العزيز يكتب ….أحمد بهاء الدين شعبان

من المؤكد أن تاريخ 4 فبراير يحمل ميلاد مانعرف أو مالانعرف من أحداث وأشخاص كثيرين
لكنني هذه المرة سأحتفل بصديقي وأستاذي الذي ولد في مثل هذا اليوم

فالرابع من فبراير هو عيد ميلاد المناضل الوطني والكاتب السياسي أحمد بهاء الدين شعبان ..

و”بهاء” كما أطلق عليه الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم في قصيدته الشهيرة (أنا رحت القلعه) ، ويعرفه غالبية مناضلي الوطنية المصرية منذ أن كان قائدا من قادة الحركة الطلابية الوطنية المصرية التي قادت مظاهرات 1968 احتجاجاً علي ماانتهت إليه محاكمات قادة الطيران عقب نكسة يونيو 1967 من أحكام لاترقي لمستوي الخسائر التي نجمت عن نكسة يونيو ، ثم مظاهرات 1972 التي اندلعت للمطالبة بحسم المعركة مع العدو الصهيوني بعدما أعلن السادات أن عام 1971 هو عام الحسم ثم تراجع وأعلن أنه عام الضباب ..

ثم شارك “بهاء” مع طليعة المناضلين الذين قادوا انتفاضة الخبز المجيدة في 18 ، 19 يناير 1977 ، إلي أن شارك في الإنتفاضة الثورية العظيمة للشعب المصري في 25 يناير العظيمة في 2011 ، في هبته الكبيرة في 30 يونيو 2013 ضد تحالف حكم الفاشية الدينية ..

ولم تكن المرة التي تعرف فيها أحمد فؤاد نجم علي “بهاء” في سجن القلعة وأنشد يومها :
(( أنا شفت شباب الجامعه الزين
“أحمد” و”بهاء”
و”الكردي” و”زين”
حارمينهم حتى الشوف بالعين
وف عز الضهر مغميين
عيطي يا بهيه على القوانين .. ))

فأحمد بهاء الدين كان ضيفاً دائمًا في سجون السادات ، ومبارك ، فكلما كانت هناك ضربة أمنية موجهة للقوي الوطنية كان أسم “بهاء” ضمن قائمة المقبوض عليهم ، وكلما تمت فعاليات مناهضة للنظام أو متضامنة مع نضال الشعب الفلسطيني كان بهاء أحد المشاركين فيها وفي مقدمة من يدفعون حريتهم ثمناً لغضبة النظام من تلك الفعاليات ..

كنت قبل 2012 كنت أقرأ مقالات أحمد بهاء شعبان في جريدة الأهالي وكنت أتابع كتاباته وأتابع سيرته كمناضل من طراز خاص وكأحد رموز جيل السبعينيات لتيار اليسار المصري ، لكنني لم ألتق به إلا في 2012 في أحد فعاليات ميدان ميدان التحرير بالصدفة تعارفنا منذ هذا اليوم ، وانضممت في صيف 2013 للحزب الإشتراكي المصري الذي أسسه “بهاء” هو ومجموعة من أبرز مناضلي اليسار المصري ، وانعقدت صداقتنا فتعرفت علي من جديد علي “الباشمهندس بهاء” الإنسان الشديد التهذب والكيس الشديد العفاف في الحديث مهما أحتدمت المناقشة ، وأيا كانت ظروفها العصيبة ، فلم أشهده يحتد أبدًا علي أحد ما سواء كان صديق أو خصم ، رغم صراحته وصرامته وجرأته في مواجهة الحكام علي مدي تاريخه وحاضره ..

أحمد بهاء شعبان الذي يحمل عقل مفكر ووجدان مناضل شديد الرقة والعزوبة أمام رواية أو قصيدة شعر أو لوحة عمل تشكيلي ، دائمًا مايرشح لي أعمال روائية لشباب مبدع جديد أو يشير إلي شاعر رائع ..

لم أري قائد سياسي في مثل تواضع أحمد بهاء الدين شعبان ..
فنادراً مايخاطب أحد إلا وقال له “ياأستاذنا” أو “أستاذي” ..
في حين أنه يكاد أن يتعرق خجلاً لو حاول أحد أن يتحدث أمامه عن قيمته وتاريخه كمناضل وكقائد سياسي ..

علاقتي بأحمد بهاء الدين شعبان تخطت كونه أستاذي وقائدي وزميلي ورفيقي إلي صديقي وشقيقي الحميم ..

كل عام وأنت أجمل يازعيمي العزيز
عيد ميلاد سعيد
وعام جديد تتحقق فيه أمالك التي هي آمال جميع المناضلين من أجل وطن متحرر ومتقدم وحديث وعادل بين أبنائه ..
ويسار يتجاوز أوضاعه العسرة ويكتشف الطريق إلي نهوض قوي تلتف حوله جماهيره من فقراء المدن والريف ومتوسطي الحال

عام يتحرر فيه كل المصريون من التخلف والقهر الديني والإجتماعي والسياسي ، وينطلقون نحو بناء مصر المنعتقة من الهيمنة والتبعية إلي آفاق من المعاصرة الريادة الإقليمية والعالمية ..
أعرف أنك تتمني ذلك قبل أن تتمني شئ علي المستوي الشخصي ولكنني أتمني أيضًا لك استمرارك في قيادة الحزب الإشتراكي المصري علي نفس الحيوية والشباب الذي تتمتع به ، وأن تصادف أعمالك وكتبك وكتاباتك ماتستحق من نجاح ..
وأن تنعم بالمزيد من الدفء الأسري ، والتفاف الأصدقاء والمحبين حولك ..
فأنت شخص يستحق هذا ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى