ثقافة وفنون

” هكذا إذا….قصيده للشاعر محمد موركاه

” هكذا إذا
اﻵن
فهمت كل شيء “
جملة يلوكها بواب العمارة العجوز
كلما رأني أصعد للطابق السادس
وأدخل شقة تسكنها أمرأة وحيدة
أفتح الباب
أنزع ملابسي
وأقف عاريا أمام أمرأة مات جميع عشقها وهي ترسمهم
تخطئ في وضع الفرشاة في المكان المناسب من اللوحة
فتمس جسدي العاري بدل تلوين ذلك البياض
شيئا ما يدعوها لتكرار ذلك
قد يكون كثرة عشاقها الذين يرتجفون في حضرتها
أو لشبه يجمعني بواحد منهم
فبدل أن أرتجف أقف في المكان المناسب
وأخذ من علبتها سيجارة وأشعلها بولاعتها
أقتحامي ﻷشيائها يجعلها ترتجف
لتقع في ذلك الخطأ
الغريب في اﻷمر انها تبدو محتشمة وهي ترسمني
لكني أحس بعينها الزائغتين وفرشاتها التي تتعمد الخطأ
لا يهمني كيف تفكر بي ، ولا ما ستتمخض عنه جلسات الرسم المبهمة تلك
ولا يعنيني ما يلوكه ذلك العجوز ذو النظرات المتلصصة
المهم أني أزورها في كل أسبوع ﻷدخل حمام شقتها المضاء بشموع معطرة تفوح منها رائحة تجبرك إمساك فضلات أحشائك المتعفنة
فأنت لست بحمام عمومي متسخ
أستمتع بالنظر للوحات الباروكية المرسومة على جدران الحمام
وأقارن بينها وجسدي يتعرق من المغص
أسمع نحنحه و طرق على باب الحمام
أفتح
ﻷجد بيكاسو بسروال قصير وصدر عاري
ينتظر أيضا دوره داخل حمام تلك المرأة غريبة اﻷطوار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى