ثقافة وفنون

دعيني يا أمي ….قصيده للشاعره رودي رياض سليمان

دعيني يا أمي
أغرّد لك ألحان عمري الشجية
دعيني أصفف حروفي كلماتاً طعنها الزمن
ثقبتها السهام
التهمتها آثام من حولي
دعيني يا أمي
أتقن النواح على صدرك
أخرس من صراخي
وأسرد الصمت
أناجيك بمقلتين أتقنت توريثها لي
دعيني يا أمي
أتحسس سلامك
أقبّل طهارتك
أزهو بين تعقلي وثمالتي
دعيني
أتفقد حواسي المفقودة منذ دهر
وألتقط نجمات مضيئة في زوايا قلبي
دعيني يا أمي
أوقف جريان نهر الأحزان من أصابعي
وأنحت قلبي على صخرة جبلية معجونة من زهوٍ ونار
دعيني يا أمي
إن زرتك هذه المرة
أكن طفلة في الخامسة
ذات ضفيرتين بحاجبين مبعثرين وأسنان متكسرة
تستبدل سين الكلمات بثاءها
تضحك وتسافر بضحكتها السموات
تبكي لفقدان لعبتها
دعيني يا أمي
أخط بقلمي آهاتي على مستنقع الأوهام
وأنقش الماضي عقيقاً قديماً أعلّقه قلادة على قبر جدتي
دعيني أركل الدنيا بقدمي
أسابق الأمل
أنهَرُ الزهد
وأعشق عمري مرة
لأَنِّي يا أمي كما قال محمود درويش يوماً :إذا مت أخشى من دمع أمي
لذا
سأظل واقفة كعمود إنارة في غابة مظلمة
ألعق السواد وأنير قلبي الحائر سكرة وثمالة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى