كتاب وشعراء

غموض : بقلم بتول ابراهيم داؤد

“غموض”
أجملُ مايجمعنا سيدي هوَ (الغموض)
الغموض الّذي يجعلكَ تغوصُ في اليقينِ تارةً، وأنْ ترتمي على شاطئِ الشّكِ تارةً أخرى
وما بينَ الحالتين
أنا، والأريكة
نراقبك بصمت
أجمل ما فيكَ كبريائك العالي
إنّه كنزك الذي أحبّه
فعانقه!
أهمُّ ما فيكَ اختصاراتك الجزلة
كمثلِ إتقان شفتيك فنّ
الإيجاز بكلمة
و إتقان شفاهي الاقتران بها
بلذّةٍ وعمقٍ شديدين
أجمل مافي علاقتنا أنَّ الهريبة
ملاذنا عندَ انتفاض الشوق
واحتدام المشاعر
كلينا يجلسُ على ركبة النكران
نأكل هناك
نشرب هناك
حتّى أحلامنا نستأجرها من هناك…
كلا لا أحبّهُ، ومَنْ هي لأحبها
ليس هوَ من أنتظر، ومن تظنُّ نفسها ؟
لا أفكر بهِ، ولا أهتم لأمرها
أهوَ بخير؟، أهيَ بخير؟
حقاً أحبه، قادتني نفسي لعشقها
أجمل ما في بوحنا أنّه مصمت داخليّ
يقتاتُ من قلوبنا، حناجرنا، صدورنا
يقتلعُ الغرور قسراً
من شوكِ شوقنا
وعند الثّامنة بتوقيت الذكريات
يأتي لينام بيننا
دون وسادة، دون لحاف…
أجمل ما فيك أنّك زائر متطفّل
تدقُ ناقوس قلبي
لأفتح،
فتختلس السمع لما يقوله
البطين للأذينة عنك
وتخرج محمّلاً بالاعتراف
تاركاً كوب القهوة
توّاقاً لريق شفتيك
أجمل ما في علاقتنا أنّها متشابكة
مشاكسة
متعاكسة
أهرب أنا، فتأتي أنت
أغفو أنا، فتصحو أنت
أشرب أنا، لتثمل أنت!
أجمل ما في علاقتنا أنّها متناقضة
كأنا و أنت
أجرأ ما في حبنا
أنّهُ لا يرتدي جورباً أو قميصاً
لا يلتحفُ شرشفاً
إنّهُ يتدفّأ أوتوماتيكيّاً
من جذوةِ المسافة الملتهبة
أشعرُ برغبةٍ عارمة
بإتخاذ جميع جميع قراراتك
مهما كانت صغيرة
كاختيار درجة لون قميصك
ونوع قماش ربطة عنقك
ريح عطرك
وسجائرك
أشعر بمسؤوليّتي عن كلّ قبلة
وضعتها في فمي
دونَ انتباهي
ورحلت…
أتدري؟
أنا لا أحبّك
وأحبُّ نفيي لحبك
أُحاولُ الآن إقحام الشّك داخلك
وأن أُزعزع صمودك وتصلّدك
وأن أُشعل ثورتك
مرّة بعودِ ثقاب
ومرّة بعناق
ومرّة ثالثة
بارتشافي التّوتِ، ومزمزةِ السّفرجل
متى ما تبدأ أنت،
تنتهي القصيدة…
____
بتول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى