ثقافة وفنون

قارورة عطرها…..قصيده للشاعره فاتن بابلي

قارورة عطرها

يتساءلون انسيتها
اجيب نعم.. نسيتها
وأغير الحديث

إذا مامر بمحاذاة بيتها
وأغير وجهة الكلمات
أخاف أن تطير فراشة
من سطور دفاتري
من رفوف الذاكرة
من وجع تغص به النايات
وأدير ظهري
لست مهتما” أسير
لست مكترثا” 
وأخرج من ألم لفافتي
وأرسم في الأفق دخان
فأراها تجلس على غيمة
كدمية
كقطرة من مطر
كنجمة أعياها السهر
منحوتة من سحر
من حجر
شفافة هي
قلت في نفسي
رقيقة كما الوتر
شهية قلت في نفسي
منسوجة كهالة نور
أحاطت بقمر
لكنها
آه منها حين أستدرك
لكنها
في صحراء روحي
في عطشي
سراب
لكنها في بردي 
في شتائي
قطعة جليد ترتدي الضباب
لكنها
في حضرة وجعي
تدخل في الغياب
وليتها ليست سرابا
ليتها ليست ضبابا
ليتها ليست غياب
وليتها وليتها
ويقولون نسيتها
وأجيب بكل براءة
أجيب بكل مرارة
نعم يا سادة نسيتها
وأدير ظهري
لست مهتما أسير
لست مكترثا
ويداهم وحدتي ليل حزين
تمر لحظاته ببطء
تخطو على روحي تسير
فراشة
تخرج من دفاتري 
كوردة حمراء بين اصابعي
تقفز من غيمة على سريري
كنجمة
تحاصرني أشياؤها
تهمس لي 
منديلها
وردة شعرها
ورقة أحتفظ بها 
عليها رسم حروفها
آه كم توجعني أشياؤها
أغلق باب غرفتي
وأخرج من خزانتي
في السر قارورة
أنثر قطراتها فوق وسادتي
وأدفن رأسي فوقها
فتسري في رأسي رائحة ما
ألفتها
وأنام ملء روحي أنام
لا تسألوا ما سرها 
تلك قارورة عطرها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى