كوني ربيعاً خريفاً لستُ خسرانا
قد أعشب الجور أشجاراً وأغصانا
كوني شتاءً قارساً كآذار
إن شئت فما للصيف نيسانا
أن الفصول على أعقاب أرياحٍ
تجوب أرضًا وخلجاناً وانسانا
كوني ربيعاً مزهراً وأفنانا
كوني نسيماً مبحراً وشطآنا
كل الأحاديث أمستْ في الهوى إلا
حديثك صنعاء فاض أوطانا
عَنِ الحضارة والتاريخ عَنْ ماذا
وأيّ مجدٍ ترى يحتاج تبيانا
فالنور والشهب والليل الندى يروي
تسبيح مجدكِ أشكالا ً وألوانا
البلبل الصادح الراضي بعيشته
كالمرء يعشق أحجاراً وصوّانا
أنا وهذا الحب شأن ُ منْ وَلّى
وشأنهُ الآتى روحاً ووجدانا
قالوا الديار لنا أرضاً وأعلاما
قلتُ الحجاز ديارنا ويمنانا
البيتُ والرّكْنُ والتاريخ والعهدُ
والحق ّ أبْلَجُ لا يحتاجُ بُرْهانا
فَاْمْضُوا لِخَارِطَةِ الأسلاف إصراراً
جيزانُ قد عانَقَتْ سُكّانَ نجرانا