ثقافة وفنون

عدي العبادي يكتب ….الشعرية في مجموعة ” محطات الطريق ” للشاعر والصحفي العراقي عماد الدعمي

إن أول من استخدم مصطلح الشعرية ارسطو في كتابه الشهير  فن الشعر والذي يعتبر أول كتاب اهتم بقضايا الأدب في ذلك العصر وظلت هذه المفردة مهينة في الساحة الأدبية إلى يومنا هذا وتعتبر كلمة شعرية تميز للشعر عن الكلام العادي الإنشاء وغيره وكان سبب إطلاقها من ارسطو لأنه لائمن بتداخل الأجناس الأدبي فيما بينها حيث يعتبر إن الشعر قائم بذاته مستقل والمسرح بذاته والقصة والرواية وكل جنس الأدبي له خاصية تميزه عن غيره لكن باختين غير هذه الفكرة واعتبر من خلال طرحه ان في الشعر قصة وسرد روائي كما في القصة شعر وفي المسرح والرواية ومع كل تداخل كل هذه اللون على الشعر  تبرز جوانب اخره فيه مثل الجمالية في النصوص الشعرية ونجد من هذا اللون في مجموعة الشاعر والصحفي العراقي عماد الدعمي التي عنونها  ( محطات الطريق ) يقول في احد نصوص مجموعته

اظهري شعرك الغجري

ثم ارتدي احلى الفساتين

ودعي كل ما قيل وسيقال

وزيف الذجالين

غازلني

كالفراشة

ترتحق زهرة الياسمين

غازلني

وجرعة من القهوة امنحني

فانا فارسك الذي تنتظرين

عند تفكيك هذا النص والدخول إلى عالمه للكتشف المدلولات التي يحملها نصل لحقيقة واضحة ومفهومه وهي إن الشاعر يبني خطابه بطريقة  الغزل لكن بمحاور تختلف معتمد على قدرته في نسج الصورة الشعرية وقد وظف جماليات بشفافية حيث طالبها المخاطبة ان تتجمل ثم تغازله مكون فكرة عن تبادل الأدوار ووضع استعارات ترمز للجمال كفراشة ورحيق زهرة الياسمين ان اشتغاله في الكاتبة اقرب للدراما الشعرية التي اشتغل عليها في العراق يوسف الصائغ 

ربما كنت قصيدة شعر

وافاقها الاجل حين كتبت

كان لابد ان احلم

ولكني بذات والوقت متقين

من ان شرفاتك الباردة سئمت منك

وان قهوتك المسائية

ذات اللون الرمادي

ما عاد يجدي مفعولها

حين لم يبق عندك

سوى الرماد

ايتها الغارقة في بحر الياسمين

يظهر الاهتمام بالضربة الشعرية  مع الانزياح والترميز كي يصنع الشاعر عماد الدعمي علاقة بين نصه والمتلقي الذي ينتهي اليه الخطاب مكون تفاعل في طرحه و مساحة للقارئ الذي يجد إمامه مادة يمكن تفكيكها وفق ما تتيح له قدرته بفهم النص الحداثوي المنبثق بقدرة الشاعر الذي رسم هذه الصور المتعدد ويظل الحكم للملتقي فهو الشريك الثاني في العمل او كما يطلق عليه الناقد الايطالي الكبير امبرتو ايكو الممول .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى