رؤى ومقالات

د.جهاد عوده يكتب :النظام العالمى المأزوم والقدره على التكيف المعقد

يتم تعريف النظام  المأزوم اجتماعيا واستراتجيا بتوافر ثلاث عوامل مجتمعه: توالد وتعاقب الازمات واراتباط ازمات  الداخليه مع ازمات الخارجيه والتطور التعقيدى للازمات. فى قول محدد النظام المأزوم يعبر تقصير وعجز جوهرى ومراكم وكثيف للمنطق المسير للنظام الكلي.  بشكل عام هناك اربع مفاهيم للازمه : 1- ازمه  السياسه الخارجيه وهى مرتبطه بقرار السياسيه الخارجيه، 2- الازمه الممتده الطويله وهى تعبر عن عدم التفاعلات لمده طويله زومانيا كما حدث بين الحربين الاولى والثانيه وحاله الصراع العربى الاسرائيلى،  3- الازمه الاستراتجيه وهى تعبيير عن انقطاع فى عمبليه التفاعل وهذا الانقطاع قد يولد حاله جديده او يولد حاله من الانقلابات التفاعليه، 4- ازمه  الكليه للنظام  التى قد تولد نظام مختلف من رحم النظام القيدم   او حاله من العجز الكلي  واستمرار انهيار النظام الكلى.  الان يعيش حاله مأزوميه كبيره بسبب اخلال النظام الترمبى   بالاضافه الى الازمه الكليه لفيروس كرورنا.

تعيش مصر ومعها العالم فى معنى مركب جديد لعلاقه الارهاب بالثقافه. عبرنا عبر اربع مركبات للعلاقه بين الثقافه والارهاب. المعنى الاولى  دينى   ويضمن ان الثقافه  تحتوى على الردع  لدفع لاعتدال السلوك بحيث لايجاوز للارهاب.  المعنى الثانى اخلاقى ويضمن  ان الثقافه تحض على  الاحترام الفردى او الجمعى بالتالى نشر قيم مضاده للارهاب من اجل  الدفاع عن الحضاره العالميه   والتعايش المشترك. المعنى الثالث اتنويرى وتتضمن ان الثقافه هى عمليه تنويريه لا  يستخدم بها الارهاب  على الاطلاق لان الارهاب اجبار اجتماعى   .  المعنى   الرابع بعد حداثى  يتضمن ان الثقافه لابد ون تحض على تحرر الانسان من الاريباط  من الماضى بكافه اشكاله فى خضم هذه العمليه الكبيره  تاريخيه كبرى للتفاهم التاريخى .

هنا نطرح معنى جديد للثقافه  للهروب من مأزوميه   النظام العالمى وهو  على القدره على التكيف  الى نمط عولمى   جديد.  المعضله الكبرى ان سرعه الاحداث وسياسات التغلب عن الكرورنا تساعد  على عدم التكيف  هذا بالضافه  انهيار التمايز  العولمى تحت قبضه المرض العالمى  يعزز من نشر الشعوبيه بشكلها الاولى.  المجتمع العاصر مجتمع معقد فائق التعقيد بحث ينتظر  ان ينبع الارهاب  فى حاله وجود مصل الشفاء  وسرعه العمليات  الكنولوجيه  من طرق العلاج وبالتالى خلق طرق جديده لتنميه الثرورات.

التكيف اصطلاح مستعار من علم البيولوجيا وهو يعني أن الكائنات الحية تحاول أن تواجه العوامل الطبيعية التي تحيط بها لتقوى على متابعة الحياة والحيلولة دون فنائها بحيث تنشأ لديها خصائص  جديده تجعلها أكثر استعداداً للتلاؤم مع شروط البيئة المحيطة.  فالنباتات في البلاد الحارة مثلاً تغطي أوراقها طبقة خارجية سميكة لتواجه عملية تبخر الماء ولتحتفظ به لأنها تحتاج إليه في عملية النمو والبقاء، كما أن الحيوانات في البلاد الباردة تتميز بفراء كثيف نسبياً لحمايتها من برودة الطقس والحفاظ على حياتها وبقائها. فبالنسبة لظروف البيئة الطبيعية نجد أن الإنسان قد تغلب على ظروف الحر الشديد بصنع أجهزة لتبريد الهواء كما تغلب على ظروف البرد الشديد بصنع أجهزة التدفئة كل ذلك كي يحفظ لنفسه شروطاً مناخية معتدلة تساعده على متابعة الحياة والعمل بنجاح لأن كلاً من قسوة البرد أو شدة الحر تعيق عمل الفرد عن العمل والانتاج وهي وظائف أساسية على الفرد الإنساني أن ينجزها بنجاح. إن امتلاك الإنسان لخاصية العقل والوعي جعلت أمر تحقيق التكيف لا يتم بصورة غريزية فطرية كما هو حال النباتات والحيوان بل لا بد من جهد عقلاني يبذله الكائن الإنساني للبحث عن الوسائل التي تساعده على تحقيق التكيف ليحفظ بقاءه ويواجه مختلف الظروف البيئية التي تحيط به والتكيف من وجهة نظر علم النفس هو عملية ديناميكية مستمرة تهدف إلى إحداث تغيير في السلوك حتى تكون علاقة الفرد مع بيئته أكثر توافقاً وتلاؤماً وبإيجاز. التكيف هو قدرة المرء على تكوين علاقة ناجحة مع بيئته.

كما أن للشخصية الإنسانية محددات كذلك فإن لعملية التكيف لها محددات وعوامل تؤثر في مسارها ويمكن تصنيف هذه المحددات في فئتين: المحددات البيولوجية للتكيف فإن جذورها ترتبط بما يرثه الفرد لأن لكل فرد بنية وراثية متفردة من الناحية البيولوجية، أي تختلف أي فرد آخر مهما كانت درجة قرابته للاخر . وهذه البنية تحدد بدورها  ممكنات الفرد وقدراته وهكذا يتبين أن العوامل الوراثية توفر البنية الأساسية لتحقيق النمو والتكيف لدى الفرد وإن أي نقص أو قصور في هذه البنية يولد آثاراً سلبية على عملية التكيف حيث تنهض مشكلات كثيرة تعطل عملية التكيف مثل الإعاقات الحسية أو العقلية.  ويتصل بالمحددات البيولوجية للتكيف الفرديه وتأتى فى في أربع حاجات وهي: الحاجة للطعام والماء والأوكسجين والنوم والإخراج وكل الشروط الأخرى اللازمة لاستمرار الحياة. وهنا تبرز الحاجه الجنسيه وهى الإحساس والحركة من أجل التنبه الحسي والنشاط الحركي كي تحقق الأجهزة الجسمية نموها ووظائفها لتحقيق السلامة حيث يتجنب الفرد كل ما يسبب الأذى أو الخطر الذي يتهدد كيانه الجسمي. إن هذه الحاجات البيولوجية هي التي تولد لدى الفرد الدافعية اللازمة للسلوك الإنساني وعلى الفرد السعي من أجل إشباعها آخذاً بعين الاعتبار ثقافة المجتمع ومتطلباته البيئية.

أما المحددات الثقافية للتكيف فهي ذات أهمية بالغة لأنها هي التي تسمح للفرد أن يحقق التكيف ضمن إطار المعايير والقيم السلوكية.  ويمكن أن نذكر أهم المحددات الثقافية للتكيف بما يلي: صعوبات التكيف أو ضغوط الحياة وهذه الضغوط تكون مصدر تهديد للكائن الحي.  في هذه الحالة يعمل الكائن الحي من جانبه على مقاومة هذه الضغوط لإزالتها والتغلب عليها . فإذا حقق النجاح يحدث التكيف والنمو والتقدم، أما إذا أصابه الإعياء فإنه يواجه المتاعب.

أما علماء الاجتماع فقد فهموا التكيف بأنه قدرة الكائن الحي على أن يتواءم في سلوكه مع متطلبات البيئة الاجتماعية وأن سوء التوافق في نظرهم يحدث عندما يفشل الفرد في تحقيق ذلك، . هنا مؤكد أن مجرى حياة الفرد سلسلة من عمليات التوافق المستمر بحيث أن الفرد يضطر على الدوام إلى تعديل سلوكه وانتقاء الاستجابة الملائمة للموقف الذي يشمل حاجات الفرد النزاعة للتحقق والإشباع من جهة وعلى قدرة الفرد على تحقيق ذلك من جهة أخرى . ولا بد أن يكون الفرد على قدر من المرونة حتى يستطيع أن يختار الاستجابة المناسبة للموقف ليحقق دوافعه. إن الشخص المتوافق هو الذي يستطيع أن يتخير الاساليب الملائمة لثقافة المجتمع الذي يعيش فيه كما يشير إلى أن هناك فروقاً بين الأفراد في قدرتهم على تحقيق التوافق. من هذا المنظور نرى أن التكيف هوما التوافق  و والذى يعني خفض التوتر وتخلص الفرد من القلق . فالمهم هو خفض التوتر حيث أن الفرد الذي يسعى من أجل الحصول على الطعام ليطفئ جذوة الجوع نقول عنه إنه يقوم بجهد من أجل التكيف وعندما يصل الفرد إلى الطعام ويتناوله نقول إنه قد حقق التوافق بصرف النظر عما إذا كان قد وصل للطعام بطريقة مشروعة أو غير مشروعة  لان المشروعيه مسأله وضعيه فى الاساس . ان مفهوم جوهره التكامل  وهو مصطلح  يشير الى الاتزان وتكاتف وتآزر طاقات الفرد في سبيل هدف معين.   كما يشير إلى أن التكيف  هو مدى انسجام الفرد مع عالمه الذي يحيط به.

أن التكيف يعني أن يغير الفرد سلوكه أو أن يغير ما في البيئة من الشروط  التى يعتقد  انها لابد  بت تحقق حتى يستطيع الفرد او الانسان أن يكون علاقة ناجحة بينه وبين البيئة.  أن يغير الفرد سلوكه بما يناسب الموقف أي أن يكون على درجة من المرونة، أن يقلع الفرد عن سلوك سبق  بعد بيان هذا السلوك لم يعد مجدياً مثل سلوك العدوان أو الكذب أو العناد الذي يتكون عند بعض الأطفال نتيجة عمليات التنشئة الاجتماعية . ويكتشف الفرد عندما يصبح في سن الطفولة المتأخرة أو المراهقة أن هذه الأساليب لم تعد كافية ولا تحقق الإشباع. أن يغير الفرد  للبيئه التي يعيش فيها حتى  يتحقق له الإشباع بطريقة أفضل كما يحدث عندما يحاول الفرد السعي من أجل إنشاء مدرسة أو شق طريق أو دعوة الناس للابتعاد عن المفاسد والشرور.  كل ذلك لتكون البيئة أكثر ملاءمة له كي يحقق دوافعه وأهدافه.

هكذا يمكن القول إن التكيف مفهوم يستخدم عند البيولوجيين بمعنى كل تغير يطرأ على بنية أو وظيفة الكائن الحي كي يحافظ على حياته من مخاطر البيئة التي تحيط به.  نلاحظ أن التكيف يعني تكوين علاقة ناجحة مع البيئة الاجتماعية والاتساق مع ثقافة المجتمع. بحيث  ستجيب الفرد في مواقف الحياة المختلفة بأشكال متعددة .   يترابط الفرد وبمقدار ما يملك من خصائص وصفات شخصية  تساعده يرتبط  خلال الموقف ونوع الإحباط  المختلفه . إن الفرد يكون سيء التوافق لأن أنواع السلوك التكيفي التي لجأ إليه  لم تفلح في تحقيق الغاية  وبالتالى  عدم الوصول إلى حالة من الارتياح والرضا.

وهنا سنستعرض بعض الافكار لإعطاء فكرة عن أنماط التكيف التي يلجأ إليها الأفراد خلال عملية تحقيق التوافق المعقد:

1-                                     1- السيطرة على الموقف والوصول إلى الحل

2-                                     2- بناء الاسرة

3-                                     3- التربية المدرسية

4-                                     4- النظام الاجتماعي والنظم  التعدديه

5-                                     5- الولاءات الاجتماعية والمتدده عالميا

6-                                     6- الظروف الاقتصادية والاجتماعية

7-                                     7- الدين

وهذه المكونات ترتبط بعملية التنشئة الاجتماعية التي يخضع لها الفرد أي أن أسلوب تكيف الفرد يتأثر بالوالدين وبنوع العلاقات التي يطورها الفرد وهي التي تسهم في مستوى التكيف وطريقة التكيف التي يسلكها الفرد . بوجه عام ، يمكن القول إن التكيف مفهوم تطوري أي تتنوع استجاباته مع مستوى تطور الكائن الحي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى