ثقافة وفنون

فلتهدئي ياروح ….قصيده للشاعر محمد هيثم سلامه

فلتهدئي ياروح 
ولتبقيني في سلامي المعهود 
قد ألفتهُ ..واعتادت نفسي القبول
فليس لي طاقة للجنون 
وليس لي قدرة على تغيير تموضع النجوم

ولا ارتصاف الكواكب ولا إسكان القلوب
فأنا منذ زمن اعتزلت المجون 
اعتزلت رياض الفتنة والزهور
منذ زمن… 
علمت نفسي خلاصة أيوب
علمتها هدأة الصبح والسكون 
وكيف تنام قريرة وأين مستوى الخمود
أرشدتها إلى المنافي حيث تستطيع أن لا تكون 
علمتها الموت والفناء …
وتقنيات فن المعدوم 
علمتها.. 
هندسة العمارة وإعلاء الحصون 
ومن أين تؤتى السماء حين تقفل الدروب
وكيف يولج المحار دون بلل البحور 
…..
فلتهدئي ياروح 
فما عايشتهِ قد جاوز اللامعقول
واستطال… 
حتى سابق شعاع النور 
إهدئي… 
فإن لك جعبة لا يحملها أي عجوز 
إهدئي 
ولتبعدي عنكِ وساوس الظنون 
وامسحي بدمعي أوجاع الندوب
واستريحي… استريحي 
ففي جوف الشمس مازال 
اللهب يستوطن الجفون
فلتهدئي ياروح 
فما عايشته …
وإن كان خافياً على الحضور 
معلوم من السماء وهو منظور 
وأن الدمع إيفاء للنذور 
وأن ضياع المقل وشرودها 
يقين بمعرفة المجهول 
وسر دفين يجاهد للظهور 
فرغم الضباب في العيون 
ورغم انتصار الحاضر على الآتي 
فهو نصر مؤقت لن يدوم 
والضوء دليل النصر الموعود 
دليل فناء حالك الديجور 
فلتهدئي ياروح 
فأنا وإن أفلتُ قيدك نحو الليل 
مرتبط بك.. وعائد إليكِ
حالم بك… ومسافر إليكِ 
عابق بك… ومساق إليكِ 
فلتهدئي ياروح.. ولتركني 
فما عايشته….
سيظل حبيس الصدور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى