ثقافة وفنون

عزيزي في الجنّة …………….. للشاعرة/ أمل يوسف

عزيزي في الجنّة ..
طالَ غيابُك عني وأنتَ الذي عاهدتني على البقاء ، على أن اكونَ الأُنثى الوحيدة في حياتك ؛ لكنكَ خنتني مع الجنّة !
اكتبُ لكَ هذا الآن في عينيّ وشفاهي فوقَ سطحِ بيتنا المنشود ، الهواءُ عليلٌ هُنا حتى كادت دموعي تنذرف أسفلَ جسدي ! النجومُ فوقي ترسمُ بسمة شفاهك وانا في احضانك ، اغارُ عليكَ منها لكن ليسَ باليدِ حيلة فأنت تعيشُ برفقتها ..
….
الآن .. أُراقب ُحركاتِ قدميك وأنت تتسللُ ببطئٍ إلى المطبخ في دُجى الليل لتتناول الحلوى التي منعهاَ عنك الطبيب ، كنتَ تظن بأنني لا أعلمُ بأمرك وغارقةً وسطَ غفوتي ، لم يسعني قولُ هذا لكَ سابقاً لذا اقولهُ لكَ الآن وأنا أتناولها في عتمتي ، علّك تراني من سماءِ الرحمن وتبتسم 
….
اجلسُ الآن معَ ابنتي داخلَ احشائي ، نتشاركُ كوبَ الشاي ذاته وأُخبرها عنك ، لطالما كانت تردد ” أُريدُ حملَ صفاتِ أبي ، ذلكَ الرجل النبيل ” .. آهٍ لو كنتَ بيننا لقبّلتها من فرطِ جمالِ حروفها وهي تتلعثم بها ! 
….
سامحني ، لم تسطتع عيناي حملَ هذا الكمِّ الهائل من الدموع داخلها ، انا الآن الشاكية الباكية جانبِ قبرك ، اشتمُ عبقَ تُرابك وأنتَ تنظرُ إليَّ بنوركَ الساطع من بعيد والبسمةُ تملؤُ وجهك ” لا تقلقي عليّ ، انا بخيرٍ في كنفِ ربي ، اعتنِ بنفسكِ وبابنتي ، انتظركما في الجنّة “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى