ثقافة وفنون

ظلال عربية….شعر أحمد العربي

و تتركني وحيدا 
أرسمك.. وجهك المهجور على قارعة الرحيل

مثل أرتال غياب 
ترسمني حافيا مثل ظلك تعكسه مرآة عجوز
فكيف تكسرك المرايا ..وأنت ترتق فتحة الشمس الأخيرة
تداورها عين يسامرها الضنى ..لا تشتكي 
تعول الريح ..تفضح عباءات الهواء التي ترتدي وثنا يحيك الشائعات 
شفاف يفضح ثغرك الدامي .ولهاث أحلامك يرتجز الهواء بحرا مالحا حد ارتواء 
تمخض البحر بموج مثل سيل لا يرعوي ..يجرف أحلام الصباح ..يذروها رمادا يستطير كالشهب ترمقها العيون ..
شاحبات مثل برق تشرين ولا يلد المطر
فسّرني قليلا 
كيف تترجمني والريح لم تشرق من ضحى الإغريق 
والبنفسج يلملم آهاتك ..يبعثرني مثل شعاع الرمل وتختفي 
بلا معالم أنت مثل ظلي
والماء تحت الماء ..وجع من سقام ترحال ..لا يستكين
والسفينة غرقى في وحل انتظار …مجاديفك لا تجدي هواء ًولا نقير 
يضيع الحزن فيك أسرابا وأنت وحدك تدعي أنك صامد لا تنكسر 
لا تندثر فيك الظباء المولعات ببئر ماء …تجمعت حوله صبايا القبائل 
التي أشياخها نسوا الضيافة والكرم 
أحرقوا ظلك المترامي حول خيامهم وأنت تصرخ يا لثارات العرب
وأنا أكتنز خيامك الثكلى ..يلفحني برد احتراقي 
والظل ينمو في اضطراد
قصيدة المدائن الثكلى والصحارى تلبسني عهدا جديدا مثل خيمتك التي مزقتها ريح حقدهم اللجوج
أغترف المنايا من صدرِ مقفرة يلوح في عينيها السراب ماء 
والرمل يذروها اختناقا 
نم يا صديقي على القذى ليس نكرانا لوجه الريح..فهديل موتك أسراب لا تستريح
نم على ظمأ العروبة ..لا ترتعش مثل خوفي
تكلؤك الرمال ببعض تحنان وروح
فتنسب وجهك باسما لصخورها
تنبجس الصخور ماءً
لكنه من وجع علقته على ناصية الصخور
لا تحسبه ماء يطفىء ظمأ التياع 
هو من وجع الصخور ليس ترياقا لوجيعة كبرى 
ترداد آلامك ال..تجوب صحراء عروبتك اتساعا
ولا شيء سواك يهدهد وجع الرمال
فانفض عباءتك من كل العرب
انثر بقايا عمرك في التراب 
ازرع عقيم قمحك
عله المطر يراك
ينبت مرة أخرى خبزا ..لكن من دماك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى