ثقافة وفنون

حبر الطفولة .

 

أنظرُ إلى جدران غرفتي بذهول وتمني

أغرقُ في وجه الطاولة وبعض الحبر الملطخ على ارواق بيضاء

وأغني تراجيديا الزحف نحو العدم المنشود

ذات ليلة وبلا قيود وأصفاد سأرحل

بعيداً مستلقياً فوق سحابة بيضاء

وبكل تمرد تحت كنف الله سأمضغ حزناً عارياً

بشهوة القفز نحو العدم

أتذكر طريق المدرسة وحبر الطفولة على الرداء

وكم بحثتُ عن الخنجر المسلول هناك …

تحت الأتربة والقمامة …

بعد أربعون عاماً وجدتُ وطناً ينزف بلا قادة

قادة جنس وعهر وخرق بالية

قررتُ الهروب إلى بلاد الفرنجة

بلاد الكفر والجنس واللهو على أسرة النساء

ضعتُ في محطات كثر

أصابني الجوع والعطش والتمرد

بعد أربعون عاماً تهتُ في دروب العودة والغطس

بين ضباب  الحديد والنار

أوووووواه يا نسرين

نسيتُ ان هناك قبراً فارغ ينتظرني

سأطلي الأبواب بالزيت والحناء

كحبل غسيل في فوضى الغبار

 وهدنة الشماتة ألتوي على عنق زجاجة نبيذ فارغة

في جسدي عضوٌ ناقص

 يشعر بالنبض المتعرج كدخان سيجارة متعبة

كحبل غسيل في معمعة اللجة وقوقعة إناءٍ مكسورٍ

 منذ أعوام يهذي ويتسلق جدار العتمة ورعشة النار الهاربة من فوضى الأشياء.

فريد الأطرش يغني / عش أنت /

صوته بنخر عظام الجسد يزرع كياني في مكان ما

يوحي لبوصلة حدسي أنني الساكن الوحيد في أرضٍ

لا وجود فيها للحياة ثم البشر

أصعد على هضبة هناك ..

أنظر .. لا شيء يملأ عيني الحسيرتين

سوى نافذة لمقبرة ما ..

 يخاطبني أحد الأموات

تعال هنا …

 لنبحث عن ألواح طفولتنا الحدباء

عهرٌ .. انقسامٌ … ذلٌ … وعارٌ هو العالم

تعال لست الوحيد المتمدد على سرير الأمنيات ووقاحة القدر

لست الوحيد الراقد منذُ أعوام في نعش طائر

تعال فتلك الأمة علامة أستفهام ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى