كتاب وشعراء

الكاتبة راما الرفاعي تكتب “توأم الروح”

من منا عَرفَ معنى الحب ؟
من منا عاشَ حبًّا أخَّاذًا وتنفَّسه بكيانه ؟!..
الحبُّ نبضٌ أرجواني اللون عذبُ الملامح، يسكنُ ثنايا جسدكَ المتوهِّجة معلنًا احتلالها وكأنها صارت رهينةً في هوى المحبوب ..
تجد مشاعركَ قد تمرَّدت فجأة عليك، لا تكِّفُ عن انفعالاتها الحمقاء، وثوراتها الجنونية،وكأن روحك غادرت بأشواقها واستقرَّت في روحِ محبوبكَ لتنصهرَ فيها ..
وكأن عينيكَ لا ترى إلّاه ..
وكأن فؤادك لا يُحلِّق إلا في سَماه ..
فتجد نفسكَ تتوقُ لوجهةٍ تلتمس من خلالها الدفء والإطمئنان، وروحك عطشى لا تأخذكَ إلا إلى ينبوعه المُطوَّقِ برياحينِ الحياة..
عندها تبدأ مراسم اللقاء بالتجلّي، فتتلاشى أركان المكان وتتوقف صَرخاتها الزمنية، وكأنما اللحظة بداخلك، باتت تُسامر نجومها القُرمزيَّةَ ..
يالها من عاطفةٍ تتملكنا لتُخرج أجمل ما في جوارحنا ..
فيصبح البعد عن الحبيب جُرمُ نارٍ وانتحار ..
يالَ هذا الشعور الذي ينتقي الأفئدة النقية ليوقعها في شِباكه الخرافية ..
ويجعل من أحداق المُحبين جنَّةً نحيا أَدقَّ تفاصيلها كالقضيَّة ..
ويجعل من بريقِ لآلئنا ألحانًا شجيَّة ..
هكذا الحب متناقض الاصداء، تارةً يسمو في برقِ سماءنا وتارةً يسيطر على أحلامنا بنرجسيَّة، جسورهُ للروح نور وصخوره عليها تَجور ..
إنه الفرس للفارس، قوة وعَتاد المُحاربين في وسط المعارك ..
إنه مَوطن العنفوان لحواس الكون بأَجنحةٍ شاعريَّة..
فهنيئًا لكل محبٍّ تكلَّلت قصة حبِّه باللقاء ..
وهنيئًا لكل قلبٍ ارتقت نبضاتهُ الحُبَّ وعاش طقوس لهفتهِ بكاملِ الحرُّيَّة..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى