عصام حجي يكتب :انهيار سد النهضة ودمار السودان؟؟
في الوقت الذي تشتعل فيه الصحف والمواقع بتأثير النشاط الزلزالي الحالي في الصدع الأفريقي على انهيار سد النهضة، ينظر السودان، وهي الأقرب للسد وعلميا أكثر المتضررين في حالة انهياره، نظرة مختلفة في التعامل مع هذه الأحداث.
حيث عبر وزير الري السوداني الأسبق نفيه لوجود أي علاقة ما بين النشاط الزلزالي الحالي وسد النهضة وأكد على أن الدراسات العلمية التي أجريت على منطقة السد تثبت أمانه وثباته زلزاليا، طبقا لما نقلته مواقع إخبارية من تصريحاته.
كما ذكرنا سابقا، أن هذا النشاط الزلزالي المصاحب للنشاط البركاني الحالي، ليس وليد اللحظة بسبب وزن بحيرة سد النهضة كما يشاع إعلاميا والتي تبعد بمئات الكيلومترات عن موقع النشاط الزلزالي، بل تكرر في الماضي على مر عشرات وألاف السنين ومنها -على سبيل المثال- ما حدث عام 2005 من نشاط زلزالي كبير (أكبر عددا من الحالي) نتيجة انفجارات بركان “أرتا إليه” والذي استمر حتى 2008 في الوقت الذي لم يكن فيه سد النهضة موجودا أصلا ؟؟!!!! (مرفق إحصائية الزلازل في اثيوبيا على امتداد ال 25 عام السابقة).
يظل الحديث عن انهيار سد النهضة وربطه بالزلازل الحالية في الصدع الافريقي في ظل عدم وجود الأدلة العلمية الكافية، يشتت نشر الوعي العام بم تم تداوله في المفاوضات بشأن مخاطر فترات الجفاف الحتمية بحكم طبيعة نهر النيل، ويقلل من جاهزية الاستعداد لها على المستوى الشعبي مثل حملات ترشيد المياه والطاقة.
من المحرج أن يكون الوعي العام في مجتمعنا لا يعرف شيئا عن المفاوضات ومشاكلها وكيفية التعامل مع مخرجتها و هي التي استمرت ل 13 عاما، ويكون الاهتمام والأمل الوحيد لحل هذه الأزمة هو اختفاء السد عوضا عن وضع حلول منطقية. فقد كانت فترات جفاف نهر النيل محط اهتمام المصريين على مر التاريخ وجزء أساسي من فهمهم للنهر ومتغيراته.
الخلاصة : يجب ان يكون الوعي العام في مواجهه الجفاف و متغيرات نهر النيل والاحتكام الى صوت العلم القادر على إذابة التعنت المستمر وتحقيق مصالح جميع الاطراف، هو الشاغل الاول لنا جميعا.