إليـك أيها الساكن في الفؤاد ـ بقلم ليلى خالد ـ اليمن
اليك .. ساكن القلب .. ومالك الفؤاد
يا من تتوطن الروح رغم المسافات والغياب ..
سلام الله عليك ودعوات قلبي وابتهالات روحي
أما قبل فقد زلزل الشوق كيانا انت ساكنه .. وأما بعد فقد تاقت الروح إلى اللقيا بعد طول غياب ..
جاءت رسالتك تحملها رياح الشوق وانسام المحبة .. فتلقاها قلبي بكل رفق محتضنا كل حرف في تؤدة .. كأم تحتضن صغيرها .. لتعانق مقلتي كلماتك بحب شديد.. معلنة شوقها عبر دموع القلب التي تترنح على أطراف اهدابي ..
تفصلني عنك المسافات .. لكنني أشعر بعناق القلوب والأرواح
أشعر بكل ما تشعر به من الم وسعادة.. اشعر بك وأنت تشتاق وأشعر بك تتصبر على البعد بقراءة الرسائل ولملمة الحروف وتصفح الذكريات..
غربة الأبدان يا سيدي ليست مشكلة .. المرض العضال هو غربة الروح .. قد تشعر بغربة روحك وانت في وطنك .. وقد تغترب بجسدك وتبقى الروح في معبدها ..
طال الانتظار .. فضاقت الروح ذرعا بالجسد ….. وتوالت الخيبات على ذلك القلب ..
اذا كنت احببت فأنا قد عشقت بل أن عشقي وصل بي حد الهيام .. تغمرني رائحة عطر الفل الذي تحب فأشعر بك تحيط بي من كل جانب..
تتقاذفنا امواج الذكريات لنجتمع في الخيال ..
أما عن حالي فلا يختلف عن حالك .. وأما عن طفلة وأدها والدها وجعل منها سلعة يبيعها لمن يدفع أكثر ولو كان بعمر جدها .. كان يوم زفافها أشبه بجنازة لها ..امها كانت تنوح طفولة ابنتها وبراءتها .. كان ثوب زفافها الابيض أشبه بكفن .. كانت دموعها وهي تودع رفيقاتها وتؤخذ منها لعبتها قسرا لأنها أصبحت امرأة متزوجة .. وتركت مدرستها .. وودعت اخواتها … عانقت امها عناق مودع .. وبعدها لزمها الضعف والوهن .. بسبب حمل مبكر .. لينتهي بازهاق روحين لا روح واحدة ..
اب ظالم .. عذره أنه ليس لديه خيار آخر .. فهو فقير ولديه بنات أخريات .. ويجب عليه أن يهتم بهن .. فكانت هالة هي كبش الفداء.. حين رآها الزوج وهي عائدة من المدرسة وفتن بها .. لم يراع انها قاصر ولا تزال طفلة .. لا تعرف من الحياة سوى مدرستها وصديقاتها لعبتها التي تحب …
كلهم تقع على كاهلهم اوزار موتها .. اب اعمى الطمع عينيه وجعله يرمي بفلذة كبده إلى الجحيم .. وزوج تزوج بطفلة ولم يفكر في عواقب هذا الزواج ونهايته الواضحة للعيان.. وام فضلت الصمت على أن تدافع على ابنتها التي سحبت إلى نهايتها كالشاة .. ومجتمع أجاز لهم ذلك الفعل بحجة الظروف ناسين أو متناسين بأن الذي خلق النفس تكفل برزقها وأنه “لو أن ابن آدم يفر من رزقه كما يفر من الموت لادركه رزقه “.
اكتب هذه الكلمات وتخنقني حوبة بكاء تقبض على حلقي وانا ارى تلك الفتاة في نعشها وقد رحمها الله من ظلم الناس .. اتمنى ان ياتي علينا يوم تتفتح فيه العقول وتنتهي هذه الظواهر إلى الابد ..
🌹 ليلى خالد ـ اليمن