عمار علي حسن يكتب :التحيز للحقيقة

في هذه اللحظة العصيبة من تاريخنا، يكون التحيز للحقيقة، دون غرض أو مرض أو منفعة خاصة أو عبودية لمن بيده ترهيب أو ترغيب، أمرًا مطلوبًا، فالصدق نجاة، ومعرفة الحقيقة هو أول طريق الانتصار للوطن، إن كنا نفهم.
فما لحقت بنا المآسي إلا بإعطاء السلطة وحدها حق تحديد توقيت الكلام المختلف. ففي الدول الديمقراطية ينتقد الشعب السلطة إن وجدها تنحرف أو تهرف أو تخطيء حتى وقت الحرب.
ومن المعلوم أنه في تاريخ البشري ما تحاربت دولتان الأولى بها نظام حكم ديمقراطي أو على الأقل يشرك الناس في صنع القرار ويضعهم في صورة ما يجري، والثانية يحكمها نظام مستبد يخفي كل شيء، ويفرض الوصاية على الناس، إلا وانتصرت الدول الديمقراطية، ما عدا حالة واحدة هي انتصار أسبرطة على أثينا في بلاد الإغريق الأقدمين. هذا معناه أن الاختلاف والنقاش وحق الناس في المعرفة يجلب النصر وليس العكس، كما يروج البعض الآن.
إن هناك فرقًا بين الاصطفاف الوطني، وبين إلحاق الناس بلا مشاركة، ولا حتى العناية بإخبارهم بما يجري.
إن الشعب هو صاحب البلد، والواجب أن يوضع في صورة الحقيقة، وأن يحدد هو الطريق الذي يسلكه، ويكون مسؤولًا عن اختياره. نعم المصريون الآن بلا تمثيل، لكن لا نعدم الوسيلة التي تمكن الناس من المشاركة في صنع القرار، كي نتكاتف جميعًا في وجه الخطر.
لقد طرح كثيرون في الأيام الأخيرة تصورا حول تكاتف الجهد في سبيل عبور الأزمة أو المحنة، وينتظرون جميعا أن يجد ما طرحوه آذانا مصغية.