كتاب وشعراء

ندي عادله تكتب :حين من الزمن

حين حصلت مجزرة التضامن والمجازر الأخرى كانت المنتديات الثقافية والحزبية تصفق لقص الشريط الحريري أو لاجتماع المختار مع الشعب ووعودهم الكاذبة بعدم انقطاع الماء أو الكهرباء عن البلد وكأن شيئا لم يحصل ….
حين كان سمير الظريف وحمدان وسلامة يصولون ويجولون وينهبون شرقا وغربا قال لي أبني هادي سأهاجر ولا أستطيع رؤية هؤلاء الناس في الشوارع لأن المستقبل غامض والنظام متجذر في العقول وأنا لا أمتلك السلاح ولا أعرفه لمحاربة هؤلاء الأوغاد أما الخلاص منهم يلزمه معجزة وبطولة تاريخية .
رد أبني دريد وأنا سأهاجر بعد التخرج لأنني لن أخدم دفاعا عن هذا النظام الفاشي من سيقاتل من وهل يعقل أن البلد تحول الى وطن للإخوة الأعداء ؟ هذا القرار كان قاسي وصعب على الأمهات ومع ذالك ارتضينا واقتنعنا أنهم عين الصواب …
بقيت هنا احارب وأجرح بقلمي وأمزق الورق عندما كان الكلام يقودني لداهية أو حفرة كحفرة التضامن
اثور حينا , أنطفئ , أنتشي بنجاحهم وتفوق المغتربين وخلاصهم من القمع المبرمج فوق رؤوسهم
للمرأة ذاكرة للأم لغة نازفة …
اللغة انثى وبين العالم والكتابة جروح ومنافي تتسع وتمتد …
المرأة كائن حزين في الوعي الجارح , واللغة تتجاوز بها الجراح التاريخية وعدم السقوط في فخ المؤسسة الذكورية , المرأة الحرة هي ثراء الوجود الإنساني وغناه مع الرجل الحر المستقيم , قلت ذالك حين سمعت على الفيس مداخلة السيدة الحرة الصديقة شمس محرده _ غادة دعبول _ والسيدة الفاضلة_ ندى الخش _بالملتقى الحواري في محافظتنا حماه خاطبتني غادة على الخاص :
قالت كنت ابحث عنك بين الحضور والوجوه لننتفض سوية, لتتوالد معاني قصيدة التحرير , كنت أبحث عنك بالقاعة لنخترق الظلمة ونزرع الدفء في ملفات الثورة ونظهر المسكوت عنه في الذاكرة العربية والعقائدية للسير نحو المستقبل بوعي وحرية كنت أبحث عنك لنصيغ بيانا لتحرير الفكر واستحضار الصوت الغائب والوصول الى افق معرفي يعيد للإنسان والمرأة بالذات توازنها الحيوي ومكانتها في البيوت العتيقة والمستحدثة كنت أبحث عنك ببلد أنهكتها الحروب والمجاعات وربطة الخبز وجرة الغاز وحجاب المرأة والنقاب والمسموح والمشروع والعورة واللا عورة ..
كنت أبحث عن الحقيقة لنعيد تركيب هذه الحياة المتعددة الأوجه والمصائر
والكتابة والشرح والحوار احدى نوافذ التفكير في عقلية الانسان العربي وتحريره وتجاوز هزائمه …
أنا يا غادتي من نصوص الهامش , والنص الهامشي يحرض على المختلف والمتعدد والمغيب من الأصوات والمعاني , وكم نحتاج بهذا الزمن الى أصوات أصيلة ومختلفة تقدم للمستقبل رؤى واضحة تساهم في التغيير والتحديث والابداع

زر الذهاب إلى الأعلى