فيس وتويتر

السفير فوزي العشماوي يكتب :سوريا

لم تتأخر الإضطرابات طويلا في سوريا، مئات القتلي والمصابين من قوات الأمن وفلول النظام السابق علي السواء، وإعدامات بالجملة نفذتها قوات الامن بدون محاكمة في المناطق الملتهبة، كما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان، في المناطق الساحلية خاصة اللاذقية وطرطوس ومنطقة جبلة التي تسيطر عليها الأقلية العلوية ..
نظام الأسد الأب والإبن حكم سوريا لمدة تزيد علي الخمسين عاما، مايعني أن هناك قوي وشرائح داخلية كثيرة إستفادت منه وإرتبطت مصالحها معه : الأقلية العلوية المتركزة في الساحل، وفلول النظام، وكوادر الجيش السوري المنحل، كما أن هناك قوي إقليمية لايسعدها التطورات الجارية بعد سقوط الأسد : إيران وشيعة لبنان علي وجه الخصوص مايدفعهم للتعاطف والدعم لهذه القوي المناوئة لحكومة الشرع التي تدعمها تركيا بقوة
التغيير الكبير والمفاجئ الذي حدث في سوريا مطيحا بالأسد ونظامه تم علي يد فصائل كانت حتي وقت قريب توصم بالإرهاب من النظام ومن الكثير من الدول العربية والغربية، والخطوات التي إتخذتها حكومة الشرع برغم أنها لاقت قبولا واسعا من عديد الدول، عربية واقليمية ودولية، إلا أنها لايمكن أن تدعي أنها تقود عملية سياسية تشمل كافة الأطياف، كما أنه من الواضح أنها لم تفرض سيطرتها علي كامل التراب السوري بعد، كما أنها إقترفت بعض الخروقات التي رصدتها الادارة الذاتية في شمال وشرق سوريا ( أكراد ) والتي حملت السلطات في دمشق مسئولية هذه الاشتباكات
إسرائيل تظل هي المستفيد الأول من أي إحتراب أو عدم إستقرار في سوريا، ولاأستبعد أبدا أن تقف خلف هذه الإضطرابات
مصر من جانبها أعربت عن قلقها من هذه الاشتباكات، وأدانت أي إعتداء علي الدولة السورية ومؤسساتها ( وهذا جيد )، كما أعادت التأكيد علي ضرورة تدشين عملية سياسية إنتقالية شاملة مايعني أن ماجري حتي الآن لايتسم بالشمول لكافة أطياف المجتمع السوري ولايبدد هواجس ومخاوف بعد مكوناته مثل الأقلية العلوية والدرزية والأكراد !

زر الذهاب إلى الأعلى