نميرة نجم: نعيد كتابة بيانات الهجرة بالقارة بأيدينا حتي لا نُترجم أجندة أجنبية منحازة.

افتتحت السفيرة نميرة نجم، خبيرة القانون الدولي ، و مديرة المرصد الإفريقي للهجرة التابع للاتحاد الإفريقي، أول ورشة عمل من نوعها في منطقة إفريقيا الوسطى حول تعزيز القدرات في إحصاءات الهجرة، والتي تُنظم بالتعاون مع المعهد الوطني للإحصاء بجمهورية الكونغو (INS) في العاصمة برازافيل، خلال الفترة من 3 إلى 4 يونيو 2025.
وجاءت الورشة تحت شعار: “تعزيز القدرات في إحصاءات الهجرة: من أجل حوكمة أفضل للبيانات في جمهورية الكونغو”، في إطار دعم المرصد الإفريقي للدول الأعضاء لبناء أنظمة إحصائية قوية وموثوقة ومتماسكة تخدم صُنّاع القرار على المستويات الوطنية والإقليمية.
وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت السفيرة نميرة نجم أن هذه الورشة تمثل خطوة استراتيجية نحو تحسين إدارة قضايا الهجرة في القارة الإفريقية استنادًا إلى بيانات دقيقة ومحدثة. وقالت:
”نحن بحاجة إلى استعادة سيادتنا المعرفية، وإنتاج بياناتنا بأنفسنا لخدمة مصالح شعوبنا ، فنحن نعتمد اليوم بشكل كبير على تحليلات أجنبية تعكس في كثير من الأحيان أجندات سياسية لا تتوافق مع أولوياتنا التنموية.”
وأضافت أن المرصد يعمل على مشاريع متعددة مع الدول الأعضاء، منها جمهورية الكونغو، لتعزيز قدراتها في إنتاج بيانات الهجرة وتحليلها بشكل مستقل وواقعي. وأشارت إلى أن تنسيق الجهود الوطنية وتوحيد المفاهيم المتعلقة بالهجرة ضروري لتفكيك السرديات النمطية السلبية حول الهجرة الإفريقية، واستعادة صوت القارة في صياغة روايتها.
وأكدت نجم أن البيانات الدقيقة حول الهجرة أصبحت ضرورة لمواجهة التحديات المعقدة المرتبطة بالتنقل البشري، وأنها تمثل أداة استراتيجية لصياغة سياسات شاملة في مجالات حماية المهاجرين، العمل، الشباب، الصحة، الأمن، وتغير المناخ.
كما شددت على أن “أجندة 2063” للاتحاد الإفريقي تعتبر الهجرة عاملًا مهمًا في تحقيق التنمية والاندماج القاري، مشيرة إلى أن الإدارة الرشيدة للهجرة القائمة على الأدلة شرط أساسي لتحقيق رؤية “إفريقيا متكاملة، مزدهرة، وسلمية يقودها مواطنوها”.
واختتمت السفيرة نميرة نجم كلمتها بالتشديد على أن تدريب المدربين في هذا المجال سيمكن جمهورية الكونغو من فهم التدفقات الجديدة للهجرة داخل القارة الإفريقية، ولا سيما بين الدول المجاورة كجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى.
ومن جانبه، قال المدير العام للمعهد الوطني للإحصاء، مبوكو إيبارا، “ ان هذا اللقاء هو الأول من نوعه في منطقة إفريقيا الوسطى، ويجب على الكونغو، التي تستفيد منه لأول مرة، وأن تعتبره فرصة لإنتاج بيانات موثوقة داخل الإدارات الكونغولية ،و اليوم يقوم المرصد الأفريقي للهجرة بتدريب المدربين من مؤسساتنا ، وننتظر من هؤلاء المدربين أن ينقلوا الرسالة على مستوى الإدارات، حتى يتمكن المعهد من الحصول على بيانات إحصائية موثوقة وتجميعها لاحقًا لإعداد السياسات المتعلقة بالهجرة في بلدنا.