مصطفي السعيد يكتب :تأشيرة الحج .. أداة استغلال وإفساد

روعني خبر القبض على آلاف الحجاج بتهمة دخول المملكة بتأشيرات دخول للزيارة أو غيرها، وتسللهم لتأدية فريضة الحج دون التأشيرة الخاصة بالحج؟ .. فمن الذي ابتدع الرسوم الباهظة لتأشيرات الحج، والتي بلغت 5 آلاف دولار، أي ربع مليون جنيه مصري، وبأي حق تم فرض هذه الرسوم الباهظة؟ وكيف يتم اقتياد حجاج ليس لديهم المال الكافي، ووضعهم بالحبس، ومطالبتهم بغرامات مضاعفة؟ وكيف ينفق مواطنو دولة فقيرة، أكثر من نصف سكانها تحت خط الفقر المدقع كل هذه الأموال، أليس من الواجب إتفاقها في الحد من الفقر المذل، وتوفير تعليم ورعاية صحية؟ لا أعترض طبعا على إقامة فريضة دينية، لكن الحج لمن استطاع إليه سبيلا، والإستطاعة لا تسري على الشخص وحده، بل مجتمعه أيضا، وإن كان لديه المقدرة على دفع مليون على الأقل، وهناك أنواع من الحج استحدثوها بمبالغ طائلة، مثل الحج السياحي، والحج السريع، والحج الترفيهي، فمن حق المجتمع أن يفرض عليه ضريبة لا تقل عما أنفقه على الحج، وتخصيص عائدها لتفيف الفقر المدقع، والتعليم والصحة، أما من أراد تكرار الحج فيجب مضاعفة الضريبة عدة مرات، وما يسري على الحج وهو فريضة ينبغي أن يسري على العمرة بأضعاف الضريبة، لأنها ليست فريضة، بل إن أهم الفرائض أن تقيم العدالة، وتطعم الجائع وتعلم الجاهل وتعالج المريض. أما أكثر ما أثار غضبي أن يتحول الحج إلى تجارة وإفساد للذمم، فهناك تخصيص تأشيرات لأشخاص وجهات، بينهم إعلاميون يتقاضون مصروف جيب ضخم مع التأشيرة والإقامة، بل لزوجاتهم نصيب مماثل، وهو شراء واضح للذمم، ورشوة صريحة، بل رأيت تخصيص تأشيرات لأحزاب ونواب يتاجرون بها في السوق السوداء، منها أحزاب محسوبة على المعارضة .. وهذا مستوى مذهل للإفساد، باستخدام فريضة دينية؟ أي فريضة وأي دين أيها الفاسدون والمفسدون؟