حمزه الحسن يكتب : يا حمير الوطن العربي اتحدوا

لم يجد اهل غزة من يحتفلون به ويستحق التكريم غير الحمار في مهرجان تم بين الانقاض على قماش احمر مهترئ وبصرف النظر عن رمزية الاحتفال،
لكنه يذهب ابعد من الحدث حيث لم يجدوا من يقف معهم في هذه المحنة الوحشية غير الحمير في التنقل والخدمات بصبر اسطوري غير مبال بالطائرات واقمار التجسس الاوروبية والامريكية وحلف الناتو والقنابل والغزاة ولا فارق عنده بين نقل جريح او شهيد او اثاث عائلة او لغم او عبوة ناسفة وكل ما يعرفه ان يكون وفياً وصامتا وهذه طبيعة المخلوقات البريئة.
لم يعد الفلسطيني يطالب العرب قادة وشعوبا بالحرب معه ولا تهريب قناني ماء او طعام بل كل ما يطلبه ان يكون موقفهم بمستوى الحمار وهذا التكريم يقول بالحرف الواحد ان الحمار ليس حيوانا بل هو الموقف.
سيقال يوما في كتب التاريخ المدرسية ان الحمار وقف الى جانب الشعب الفلسطيني يوم تخلى عنه رؤساء وملوك وامراء وتخلى عنه العالم بل تأمروا عليه.
ومنذ اليوم علينا اعادة تعريف الحمار ورفع ذلك الوصم الظالم للحمير لموقفه التاريخي العفوي.
سقطت عروش وأقنعة وشعارات ونظريات وتخلت قوانين العالم عن شعب يذبح علنا لكن الحمار لم يغير طبيعته ولا اخلاقه ومن حسن حظه انه لم يدخل مدرسة عربية وظيفتها كوظيفة المصحات العقلية في ضبط السلوك حسب قواعد الزجر والتخويف ولم يقرأ فلسفة حرب التحرير ولا سمع اغنية وطنية ولا حلم يوما بمنصب او مائدة مرفهة ولا مكافأة.
لذلك يستحق الحمار يوما للاحتفال السنوي لانه صنع مجده من مذلة الحكام العرب الذين يحتاجون تدريبا وتاهيلا لسنوات للوصول الى موقفه تحت شعار: حمار وفي أفضل من ملك أو رئيس خائن او متواطئ بالصمت او المشاركة السرية. التواطؤ مع جريمة هو جريمة صامتة.
يحتفل العالم كل عام في الثامن من مايو ـــ آيار بيوم الحمير العالمي تكريما لدوره في المشاركة في صنع الحضارات قبل وسائط النقل الحديثة لذلك يقتضي الانصاف جعل يوم الخامس عشر من شهر حزيران من كل عام يوما لتكريم الحمار العربي تحت شعار:
الاستحمار سياسة وموقف ورجولة ناقصة:
يا حمير الوطن الوطن العربي اتحدوا.