غير مصنف

حرَّاس القدس… شعر: عمر الشهباني

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

سلامٌ علــــــى “قدسِنـا” المُجْهَـدَةْ
علــــــى ‘غزّة العُرْبِ’ والمصْيــدَةْ

ســــــلامٌ يدورُ علــــــــــــــى قبّــةٍ
تثُـــــــورُ علَـــــــى الظّلمِ والعرْبَدَةْ

سلامٌ على الطّيـــــــــنِ في أرضِها
يقيــــــم الخلـــــود لــــــــه مشهدا

تزين الزّيـــــاتيـــن تـــــاج المكان
وَتَبْسُطُ للدَّهْــــــــرِ طُهْـــــــراً يَدَا

تُمِيــلُ خُطُــــــــوطَ الزَّمَانِ الْكَسِيحِ
إلَـــــى صُنْعِ نَصْرٍ طَوِيــــلِ الْمَدَى

سلامٌ علـــــــــى فتيَـة مبدعيــــــن
سحبتم سيـــــــــوفاً لنـــــــا مغمدَة

فعَــاد الأبــــــابيل طير الأمــــــاني
وردّت نفــــــوس لنــــــا مبْعَـــــدَة

صعدْتم إلــــــى المجدِ فــــي لحْظَةٍ
رآها الأدانـــــــــي زمـــــان العِدَى

فعطّلْتمُ السّيْر نحْو الْمخــــــــــازي
وأسْرعْتمُ الخطْـــوَ نحْو الْمَــــــدَى

وأرجعتمُ “القدس” فــــــي مقلتينَا
وعدتم بعزم إلـــــــــى المبتَــــــدى

كأنّ الصّــــــــــــراعَ لكمْ لعبــــــةٌ
بِهَـــا الأصْبَعَـــــانِ شِعَــــــارُ الْفِدَا

تَغَنَّتْ بِكُمْ طَـــــــــــائِراتُ الْفِــــدَاءِ
وكَــــــانَ الرّصَــــــاصُ بِكُمْ مُنْشِدَا

رَقَصْتُمْ فَكَــــــانَتْ لَــــكُمْ “دَبْكَةٌ”
تَهُزُّ العُـــــــــــرُوشَ بصدْق الأَدَاءْ

ورغم القصــــــور دعتكم دُمَــــاهَا
فصنتم نضـــــــالا برفض النّــــــدا

وَعِفْتُمْ رُقَــــــادَ الرّيَـــاشِ الْوثيــرِ
وَكَــــــانَ الرُّكَــــــامُ لَكُمْ مَرْقَــــــدَا

وبتّمْ دُعَــــــاةً لنهج الشّهِــــيــــــدِ
وبَـــــاتَ الْمُعَـــــــادِي لَكُمْ مُسْهَـدَا

فيَــــــا أمَّــــةَ القدسِ هذا زمـــــان
يكَــــــــــاد الضعيف ينــــال الرّدى

فكونــــي ثبَـــــــاتَ الجنَـــان لفجرٍ
وكونـــي صبَـــــاحا يعدّ الغَــــــــدَا

فيَـــــــا تربة الله كُـــــوني سحَــاباً
وَيَـــــــا رَحْمَــةَ الله صبِّــــي النَّدَى

فَأْزَهَــــــارُ أَهْلِي تُعـــــــــدُّ الْحَيَــاةَ
لكل الفسَـــــائِـــــــل والمَــــــوْعِـدا

وتبني القلُـــــوب ذواة الحيَــــــــاة
وَكَــــــــانَتْ تُعِدُّ لَهَــــــا الْمَرْصَــدَا

‘فلسطين’ أرضي ومسرى السّمَاء
وَبَـــــــــاتَ الصِّحَـــــابُ بِهَا سُجَّدَا

فللهِ دَرُّ الْحَمَـــــاسَــــــــاتِ فِيــــهَا
وَدَرُّ الذِي نَــــــــــالَهَـــــــــــا سيِّدَا

أجل هذا كلّ الـــــــــــــذي يرتدى
لباس النّضـــــــــــــال ودرع الفدا

أقَــــاسمْكَ هـــذا الـــــــــذي قلته
فلا بدَّ للغَــــــــــــــــازي أن يَلْبَدا

ولا بدَّ للقدس مـــــــــــن قوْمَــــةٍ
تردّ الجمَــــــــــــاح وتُفْنِي العِدا

فمنْ لمْ يحدّثْ خليـــــــــــلاً بُذاكَ
فقد أنكــــــــــــر الفِدْيَ والمفتَدَى

ضربنا ‘لقدس’ الدّنـــــــــى موعدا
فصَـــــــــــارت لنا أرضها مولدَا

وألقيت فيهــــــــــــــا سلاما عميقَا
كأنّـــــــــا صنعنَـــــــــا لنَــــا معبدَا

وجاء الزّمـــــــــــان إلى حاضنيها
رضيعا يريــــــــد لـــــــــــه موردا

وقَـــــــــــام المكَــان على ساعديه
وكــــــــــان كسيحا صريــع الرّدى

كأنّ المَشـَــــــــــاهِدَ تُحْيِي الشّهِيدَ
وتعْزفْ على النّـــــاي لحْنَ الْحِدَى

لتقبل نــــــــــــار الصّواريــخ فيها
كأنّ الدّخـــــــــــان لهَـــــــا منتدى

إذا مـــــــــا دعتنا ‘الأمــاني’ أجبنا
ونأتـــــــــي المنــــــــايا بغير النّدا
نغنّي ‘سعـــــــــادا’ علــــى دجلتينا
ونهر ‘الفـــــــــرات’ إذا مــــــا بدا

نحنّـــــــــي الشهيد بمــــاء الدعاء
ونلقــــــي علـــــــــى كل جسر فدا
فدرع الشّهيـــــــــد لنا دافعـــــــات
إلـــــــــى كل خير ودحـــــــر العدا

إذا كـــــــــان ترثي ‘خنيساء’ أهلا
وكــانت مراثيها تُبكـــــــــي النّدى

فصرنا نبـــــــــاهي بهـــــا كل حيّ
وصرنا نضـــــــــاهي بــه المنشدا

بلغنا من الديـــــــــن نصرا عظيما
وصـــــــــار الشّهيد لنــــــا مقتدى

تمسك ببـــــــــرق السلام البعيــــد
ولا تمسكنّ سيفـــــهم إذ صـــــــدا

فإن السلام سبيـــــــــل الضعــــاف
ومن لان لـــــن ينتخب سيـــــــــدا

بكل البــلاد تثـــــــــور العبـــــــــاد
ونحن هنـــــــــا نستدر العـــــــــدا

فلا القدس تمشــــــــي إلينا سريعا
ولا النصـــــــــر شدت يــــداه اليدا
أفـــــــــي كل يوم نقــــــوم سراعا
إلــــــــى المجد قامت علينا المدى.
فآيس أخـــــــــي من المستبــــــــد
وهيـــــــــا إلــــــــي وكن سيـــــدا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock