غير مصنف

لا تبحث عني في السطور.. شعر: أنمار عبد الله

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

ولا تظنّ..
أنك حين تكتبني تنجو،
ولا حين تلمسني تصل.

أنا:

فكرةٌ
إذا اقتربتَ منها
تبدّل جلدك،
وتُسقِط أسماءك القديمة
كما تُسقِط الشجرة ذاكرتها في الخريف
وتقف عاريةً أمام سؤالها الأوّل.

المسافة
التي كلّما عبرتها
اكتشفتَ
أن قدميكِ لم تعودا طريقاً
بل ارتباكاً يمشي.

لا تبحث عني كجملةٍ
تُنهيها بنقطة،

فِعلٌ
إذا بدأ
ألغى فكرة النهاية،
وأربك الزمن
حتى نسي أين يضع الأمس وأين يُخفي الغد.

أُربكك
لأني لا أُشبه ما تعلّمته،
ولا أُطيع ذاكرة التشبيه،
كمعنى
يقرّر أن يتمرّد
على شرحه،
ويختار الارتجاف
لغةً أولى.

أدخلني بحذر،
فاللغة عندي لا تُسكِن،
اللغة عندي تهدم،
ثم تُمسك بيد الحطام
وتعلّمه كيف يتنفّس
من دون سقف.

أفتح فيك نافذة
ثم أُغلق السماء،
لتفهم
أن الضوء لا يأتي دائماً من الأعلى،
وأحياناً
يخرج خائفاً
من صدرك.

أنا
التي إذا كُتبت
تغيّر اتجاه الحبر،
وتُعيد ترتيب الوقت:
فيصير الماضي
قابلاً للمسامحة،
ويصير المستقبل
مرتبكاً
من الآن.

فإن خفتَ
فاكتبني خوفاً،
ولا تطلب الطمأنينة،
فالخوفُ عندي
ليس نقيض الحب،
بل طريقته
حين لا يجد اسماً آخر.

واكتبني…
و لا تبحث عنِّي في السطور،
أنا أسكن
في المسافة بين نبضتين
حين تتردّد،
وحين تختارني
وأنت تعلم
أنك لن تعود كما كنت.

Anni

اللوحة: Susanne HELLWIG

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock