كتاب وشعراء

صهوة الروح للشاعرة السورية المبدعة سرية العثمان

#صهوة_الروح

رُوحٌ عَارِيَةٌ..
عَالِقَةٌ عِندَ حُنْجُرَةِ الرِّيحِ
عَلَى حَافَّةِ الحَمحَمَةِ
صَهِيلُ المَوَاسِمِ فِي رَحِمِ السَّنَابِلِ
تَزْأَرُ الفِطْنَةُ
كَشَامَةٍ عَلَى شَفَةِ الصَّبَاحِ
عَيْنَان..
لَوْزِيَّتَانِ مَأهُولَتَانِ بِلُغَةِ المَطَرِ
سَنَابِكُ..
الخَيْلِ تَضْفِرُ جَدَائِلَ الغَيْمِ
المُدَجَّجَةِ بِالبَلَلِ
لَا مُؤَازَرَةٌ..
تَرْبِتُ عَلَى مَعَاطِفِ العَرَاءِ
وَلَا مَلَكٌ..
يُحَرِّكُ جَنَاحَ الرِّيَاحِ
تِلْقَاءَ أَخِيلَةٍ وَأَحْلَامٍ بَسِيطَةٍ
يَمْشِي..
اللَّيْلُ حَافِيًا
يَتَثَاءَبُ مِلْءَ شِدْقَيْهِ
يَصْطَدِمُ بِعِتْمَةِ الوَهْمِ
فَوْقَ رَمَادِ الحَسْرَةِ الهَشَّةِ
تِلْكَ المُتَدَلِّيَةِ مِنْ جَوْفِ الضَّجَرِ
يَتَأَرْجَحُ..
فِي خَوَاءِ السَّرَابِ الكَذُوبِ
كَعَطَشٍ حَاصَرَهُ الظَّمَأُ
تَشَقَّقَتْ شِفَاهُ رِيقِهِ فِي حُلْمٍ طَاعِنِ الوَحْشَةِ
لِامْرَأَةٍ وَهَنَتْ جَذْوَةُ اشْتِعَالِهَا
مِنْ يَأْسٍ قَدَّدَ يَبَاسَ البَالِ
فَآثَرَتْ أَنْ تُحْرِقَ مَوْجَ القَصِيدِ وَمَفَاصِلَ الحَرْفِ
تُحِيكُ طُقُوسَهَا الأَزَلِيَّةَ بِأَصَابِعِ النَّارِ
اضْطِرَابٌ..
عَجَائِبِيٌّ وَقَهْوَةٌ مُرَّةُ الغِيَابِ
طَرَّزَتْ فِكْرَةً عِنْدَ نَاصِيَةِ الشَّمْسِ
فِي مَتَاهَةِ دَرْبِ التَّبَّانَةِ
أُهْزُوجَةُ العَرَاجِينِ..
كَمَا ضَرَاوَةُ الصَّبْخِ فِي شِتَاءٍ مَلُولٍ
كَالمَاءِ الزَّاهِدِ فِي نُبُوءَةِ الظَّمَأِ
وَبُوصَلَةِ الغِيَابِ..
تَتَشَيَّأُ ذَوَاكِرُ الخَيْلِ
بِحَمْحَمَةِ الصَّهِيلِ وَجُمُوحِ الحَوَافِرِ
كَيَقِينٍ فِي زَمَنِ الفَقْدِ
تَاهَ فِي مَعَارِجِ بُحَّةِ النَّحِيبِ
حِينَ كَظَمَ الغَيْظُ صَبْرَهُ
وَدَلَقَ مَا تَبَقَّى مِنْ كَأْسِ المَرَارَةِ
عَلَى هَذَيَانِ الرَّمَادِ
المُكَدَّسِ عَلَى جَمْرِهِ
أُهْزُوجَةً لِلنِّسْيَانِ.

سرية العثمان ٢٠٢٢/٨/١٠

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى