ثقافة وفنون

قصّة سهرة…..نص أدبي للكاتبه ربي نظير بطيخ

في الّليل و عندَ انقطاعِ الكهرباء، يكْثُرُ الوافدونَ .
أهلاً بالجميع.
تمتلىءُ غرفةُ الجلوسِ بالأحبّة ، كلُّهم هنا بمفرداتهم الجميلة ِ، و صخبِهم المُحبّبِ ، و ثرثراتِهم عن الأغنياتِ التي يحبّونَ سماعَها من حنجرتي الصّامتة منذُ حين .
يخرجُ رفاقي من الّلوحاتِ المعلّقةِ على جدارِ الوقت ، و على حائط ِ بيتي َالذي تهدّمَ هناكَ في تلكَ المدينةِ صديقةِ الفقراء، يتسلّلُ من بينِ قصائدي التي لاتهمُّ أحداً كلُّ المتعبينَ و الحالمينَ بنكْهةٍ أطيبَ للحياة و حبيبي .
يريدُ الجميعُ شُربَ النبيذِ الذي عتّقْتُهُ في الجرّةِ اليتيمةِ التي بقيت ذكرى من بيت ِ أهلي الذي صارَ مشاعاً للغياب.
رنّةُ عودٍ ،و كأسُ نبيذٍ ، و قليلٌ من لوزِ الريّانِ الذي كانَ يرسلهُ ليَ أصدقائي ذاتَ دعة ٍ، و ينطلقُ غنائيَ الصّامتُ .
الكلُّ منصتُ طرِبٌ , حارتي، أبناؤها الذين غادروها في عجالةٍ ،حجارُها ،أصدقائي ، داليةُ العنبِ في الدّارِ العتيقة ، نوافذُ بيتي ،و ذلكَ السّريرُ الذي احترقَ في غفلةٍ منَ الزّمان \ لم أخبركم قبلاً عن ذلكَ المفْرشِ الجميلِ الذي كانَ يعطي لغرفةِ نومي و لذلك السّريرِ رومانسيّةً لذيذةَ الطّعم ِ \
فجأةً يغمرُ الضّوءُ المكانَ ،يهربُ الجميعُ ، و يطلُّ وجْهُ مذيعةِ الأخبارِ السيليكوني :
( هذا و قدْ وصلَ عددُ اللاجئينَ إلى ………….. )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى