ثقافة وفنون

منذ سنوات كانت لي شجرة صديقة….قصيده للشاعره دعاء أمين

منذ سنوات كانت لي شجرة صديقة
أحببتها كثيرا حتي أني أسميتها
باسم بطلة قصة الحب المفضلة لي.

كانت تقطن علي حافة
جدول ضيق وحنون
وثمة قطارات تروح
وتجيء بجوارها
تلوح بحيوات بعيدة
وعوالم مغايرة
لم تأبه بهم يوما، وظلت
راسخة بجذور محبة مخلصة

دائما كنت أجلس منبسطة تحتها،
أنقش بأظافري علي لحائها الصلب
– بلونه البني الداكن كلون عيني-
رسومات بلا معني، وكلمات لا تقصد
شيء ولا تناجي أحد
تشجعني ولا تشتكي،
كنت أسرد لها الحكايات الخيالية
والترهات الواقعية، نتبادل الإبتسامات
والهواء يتعجب من حولنا،
ينفض عن نفسه الغبار
ويتخللنا مرحا رائقا،

الآن، لاأعلم عن شجرتي شيئا
آمازالت واقفة تشهد أن الحياة
علي هذه الأرض مازالت ممكنة،
أم غافلها فأس جشع دب نصله
الحاد في أوصالها فتهاوت
من عليائها كطائر بجناحين
عريضين تخطفته طلقة غدر
من فضائه الواسع.

أشتاق إليها كثيرا،
أشعر وكأنها أنا في زمن آخر
وحياة أخري، وأنني هنا
ألعب دور غير مناسب
وسط جوقة من الحمقي
علي مسرح زائف، لا أعلم
متي يسدل ستاره.

ربما كان من الأليق لي
أن أكون شجرة
تعطي ظلها بحبور مقابل
حفنة دافئة من الحكايات
وبضعة أنفاس حرة غير
مبالية بمن أتي ومن راح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى