ثقافة وفنون

الشاعرة وفاء ابو عفيفة لـــ ” العربي اليوم ” انسج الحنين شعرا على شرفات البوح وأرحل ويحتلني الوطن

حاورها – قصي الفضلي

لحب الوطن براهين ساطعة مثل الشمس لا يمكن أن تحجب , فغالبا ما ترحل إلى
الوطن في كتاباتها وقصائدها وتقول : مهما ابتعد الإنسان عن وطنه فإنه يبقى ينتظر الأيام
والساعات والدقائق للحظة العودة إليه والارتماء في أحضانه , “أرحل ويحتلني الوطن”
، الــعربي اليوم : وعبر الاثير ضيفت الكاتبة والشاعرة وفاء ابو عفيفة وخاضت معها حواراً
موسعاً وعبر الأتي :

*  كيف تقدم الشاعرة وفاء ابو عفيفة
نفسها لقرائنا الكرام ؟

– كاتبة من مواليد عمّان ، الأردن، من أبوين فلسطينيين , من تل الصافي
وهي قرية فلسطينية تقع شمال غرب محافظة الخليل، 
درست المرحلة الابتدائية في مدارس وكالة الغوث  , أتمت دراسة المرحلة الثانوية في المدارس الحكومية
, تخرجت من كلية التمريض وعملت في عدة مستشفيات في عمان, أعيش الآن واعمل بالسويد منذ
سنوات طويلة ، عضوة في عدة منتديات أدبية وتنشر كتاباتي في كثير من المواقع على الشبكة
،صدر لي  ديوان ” شرفات البوح” عن
دار السندباد للنشر والتوزيع في القاهرة عام 
2013.

* بمن تأثرت من الشعراء ؟

– تأثرت كثيراً بالأدب السويدي وخصوصاً الشاعر السويدي توماس ترانسترومر
الفائز بجائزة نوبل للاداب لعام 2011 .  لانه
“يعطينا مدخلا جديدا للواقع من خلال صوره المكثفة الشفافة.”وهو واحد من الشعراء
الذين ترجمت أعماله الى ( 17) لغة وهو معروف بين قراء الشعر بشكل واسع ،اتهمه بعض الشعراء
في فترة السبعينيات بأنه ابتعد عن التقاليد واستبعد القضايا السياسية من شعره ورواياته،
ولكن من ناحية أخري أثنى عليه آخرون لتطويره نوعاً من اللغة الحداثية والتعبيرية الجديدة
في شعره، ايضاً أقرأ  للشاعر السويدي الشهير(
إريك أكسل كارلفلت ) الذي يعد من أكبر وأعظم الشعراء على مر العصور ومن ابرز أعماله
الأدبية الشهيرة “فلورا وبومونا” عام 1906، و”أبواق الخريف”، و”تحت القمر ، بالاضافة
الى  الأديب السويدي( بير لاغركفست )الذي كان
تهكمياً وذا تأثير فعال خصوصاً في صوره المفعمة بالخوف. في مجموعته الشعرية (خوف) التي
أصدرها عام 1916، والتي انتشرت قصائدها تحت حرائق الحرب العالمية الأولى ، و الشاعر
محمود درويش الذي يعتبر أحد من أبرز و ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية
فيه ،و الشاعر محمد مهدي الجواهري الذي يتصف أسلوبه بالصدق في التعبير والقوة في البيان
والحرارة في الإحساس الملتحم بالصور الهادرة كالتيار في النفس .

* ما تثير فيك الغربة الوطن من هواجس شعرية ؟

–  لحب الوطن براهين ساطعة مثل
الشمس لا يمكن أن تحجب , فغالبا ما أرحل إلى الوطن في كتاباتي ومهما ابتعد الإنسان
عن وطنه فإنه يبقى ينتظر الأيام والساعات والدقائق للحظة العودة إليه والارتماء في
أحضانه , “أرحل ويحتلني الوطن” ، أنا مسكونة بوطني ، وقلت :


على هامش الصراخ

يمكنك اعتقالي ، وأصمت في ثنايا مراسلات خفية

سأتابع الركض فيك سراً

لتسلق جدران مدينتك التي يئن لها المصير

ربما ضربة خنجر تخترق كبد ليلٍ ضنين اللقاء

فقط .. كُفَّ عن السؤال …

ولا تقطع حبل أفكاري بتقاطع طرق

يفصلنا عن ألغام دفينة خارج المسار

لك أن تحاصرني …

على أغنية كصوت القنابل أسمعها في رأسي ،

تحكي عن مناضل جريح

وسر امرأة مغمورة بذكريات مجنونة

مليئة بشظايا تشبهك ، أيها الغريق

قد يعتريها الهوى ،

لكنها لا تعترف بأنصاف المغامرات

بعيدة متجمدة وسط أكوام الجليد

والبوح يا حبيبي مصائد الشعراء

فكيف أطلق سراح الصرخات ؟!

أحتسي قهوتي وأستمريء الدخان

وحرائقك كلها تسكن لساني

أنا يا سيد القلب …

حين تحاصرني أنفاسك .. أعلن احتراقي

أرفع في وجه الشمس وشاحي

أشد سروج اللقاء وأبات تحت أكفاني

فما زال الوطن في حالة انتظار .!!

* هل مازلت تنسجين الحنين شعرا على شرفات البوح ؟

– لا أعتقد أنني سأتوقف عن نسج الحنين والشوق للحبيب والوطن وقلت :

أنسج الحنين شعراً

فإن العقل مجنون هواه

يا مالكاً قلبي

مازلتُ على العهد باقية

حل المساء وأشواقي قاهرة

آتيك مسرعة الخطى باكية

أن تطفئ النار في جوفي

وعربات المسافات

كالحممِ متوهجة

أحلم بلقاء

يبدأ في دروبٍ طاهرة

و أدري بليلك حبيبي

فيه النار تلتهم الأوصال .!!

 

* كيف تنظرين للتحولات الحاصلة في الساحة الشعرية وانعكاساتها على وعي
المراءة ؟

–  إن مسيرة الشعر النسوي التاريخية
تبدو أكثر تحديدا ووضوحا في عصرنا هذا , كونه أصبح أكثر وعياً بضرورة التحاور والجدل
حول قضاياه الراهنة , ومنها قضية وضع المرأة الأدبي وأيضاً زيادة وعي المرأة بذاتها
وتجدد ايمانها بقدرتها ومواهبها الكامنة , فهي تحيا بالشعر الذي يعينها على الصبر على
نوائب الزمن وعوائده ويمنحها الأمل في الحياة فتطلق له خيالها , ومازالت المرأة تتصدر
الموقف الشعري العربي عند مختلف الشعراء والتيارات الشعرية .

* لا جدال في أن المرأة تختلف عن الرجل برقة المشاعر ورهافة الحس ، هل
تعد القصيدة التي تكتبها المرأة العربية هي ومضات ونبضات اّتية من الحلم ام الواقع
؟

– النص عادة ما يكشف عن ذات الشاعرة ولو بجزء بسيط من تلك الذات , فاغلب
النصوص تعبيرية وتكشف عن تأثيرات مسبقة انصهرت بذات الشاعرة وانسكبت شعرا على الورق
ويقال أن مشاعر المرأة أصدق في الغزل فهي غالباً لاتقتحم أسواره الا عن عاطفة صادقة
, بعكس الشاعر الذي يقول الغزل كثيراً لا لشيء الا لتجربة موهبته الشعرية ومن باب تحريك
القريحة .

*  كلمةاخيرة ؟

–  أتقدم بجزيل
الشكر والعرفان للأستاذ الاعلامي قصي الفضلي على جهوده القيمة المستمرة والعمل المتميز
ولكل القائمين على الصحيفة الموقرة على اتاحة الفرصة للظهور عبر صفحاتها ، وتحية عميقة
الى جميع القراء الاعزاء ،  أثمن غاليا ما تقدمونه
من خدمة جليلة للحرف والأدب 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى