ثقافة وفنون

أشرف الريس يكتب عن: ذكرى رحيل معالى زايد

يوافق اليوم الذكرى السنوية الخامسة لرحيل ( حبة كريز السينما المصرية ) الفنانة الكبيرة و القديرة ” معالى عبد الله المنياوى ” الشهيرة بمعالى زايد و هى الفنانة التى عرفناها بابتسامتها الصافية و سمارها المصرى الأصيل و نبرة صوتها الحاد تارة و الناعم تارة أخرى فهى الأم فى “حضرة المُتهم أبى ” و الزوجة فى ” الشقة من حق الزوجة ” فهى تتلون فى كل الأدوار التى قدمتها و التى أشاد بها الجمهور كما استطاعت الراحلة أن تقدم خير نموذج لبنت البلد بخفة ظلها الكوميدية الجميلة فى العديد من الأعمال كان أشهرها ” قضية عم أحمد ” و المرأة الصعيدية المُتمردة على الأوضاع التى يرضخ لها العديد من النساء و هو الدور الذى ظهرت فيه من خلال تجسيدها شخصية ” نوارة ” فى مُسلسل ” الصعيد الجوانى ” و الحق يُقال أن كثيراً من الفنانات كان لهن العديد من الأسرار التى لا يعرفها الجُمهور و كثيراً منهُن كانت حياتهُن مليئة بتفاصيل مُثيرة كالموت فى الحوادث أو عدم استطاعتهن الإنفاق على أنفسهن بسبب عدم الادخار طوال سنوات عملهن فى الوسط الفنى أو إصابتهُن بمرضٍ عُضال و من هؤلاء الفنانات كانت الفنانة معالى زايد التى اشتهرت بتقديم العديد من الأدوار المُتميزة خلال مسيرتها الفنية .. ولدت معالى فى 5 / 11 / 1953م بحى الجمالية بمُحافظة القاهرة وسط عائلة فنية حيثُ والدتها المُمثلة الرائعة آمال زايد و خالتها المُمثلة الكوميدية جمالات زايد و هو اللقب ” زايد ” الذى إختارته معالى ليكون لقباً فنياً لها بعدما التحقت بكُلية الفنون الجميلة و تخرجت منه أول دُفعتها ثُم إلتحقت بعد ذلك بالمعهد العالى للسينما و تخرجت منه أيضاً بتقدير إمتياز مع مرتبة الشرف و قد كانت لمعالى هواية فنية أخرى و هى رسم ” البورتريه ” و كانت تهوى مُمارسته فى مزرعتها الخاصة فى فترات عدم وجود أدواراً تمثيلية لها و قد بدأت معالى مشوارها الفنى تليفزيونياً عام 1976م فى دبى أثناء تصوير مُسلسل ” الليلة الموعودة ” و الذى أسند لها دور البطولة فيه المُخرج الكبير ” نور الدمرداش ” لتتوالى نجاحاتها التليفزيونية بعد ذلك بداية من عام 1979م بمُسلسل ” إصلاحية جبل الليمون ” و ” من أجل ولدى ” و ” للزمن بقية ” و ” عائلة الدوغرى ” فى عام 1980م و ” القضية 80 ” و ” اللغز ” فى عام 1981م و ” دموع فى عيون وقحة ” عام 1982م و ” عطفة خوخة ” و ” رجل فوق الأمواج ” عام 1983م و ” الرجل الذى هوى ” عام 1984م و ” حلم الليل و النهار ” 1985م و ” الثُلاثية ” عام 1989م و ” شفيقة و متولى ” عام 1992م و ” ديدى و دوللى ” عام 2002م و ” الدم و النار ” عام 2004م و ” حضرة المُتهم أبى ” و ” إمرأة من الصعيد الجوانى ” عام 2006م و ” إبن الأرندلى ” و ” الوتر المشدود ” عام 2009م و ” موجة حارة ” عام 2013م أما مشوارها السينمائى فبدأ مّنذُ عام 1987م و كان أول أفلامها فيلم ” و ضاع العُمر يا و لدى ” ثُم قدمت أدواراً لا تُنسى مع كِبار النجوم مثل عادل إمام و أحمد زكى و محمود عبد العزيز و حسين فهمى و فاروق الفيشاوى و يحيى الفخرانى و محمود ياسين و قامت بالعديدِ من الأعمال كان أبرزها ” عروسة و جوز عرسان ” و ” و لامن شاف و لا من درى ” و ” الحلال يكسب ” و ” العربجى ” و ” الشقة من حق الزوجة ” و ” الأرملة و الشيطان ” و ” الفرن ” و ” بيت القاضى ” و ” إستغاثة من العالم الآخر ” و ” أنا إللى قتلت الحنش ” و ” قضية عم أحمد ” و ” السكاكينى ” و ” الصرخة ” و ” لولاكى ” و ” سيداتى آنساتى ” و ” أبو الدهب ” و ” بيت القاضى ” و ” البيضة و الحجر ” و ” الطعنة ” و ” سمك لبن تمر هندى ” و ” المُتهمة ” و ” السادة الرجال ” و ” عنبر و الألوان ” و ” الخطر ” و ” رجل مُهم جداً ” كما اقتحمت معالى أيضاً مجال المسرح فشاركت فى عدة مسرحيات منها “سكر زيادة ” و ” زُقاق المدق ” و ” أنا و الحكومة ” .. حصلت معالى عام 1987م على جائزة أحسن مُمثلة عن دورها فى فيلم ” السادة الرجال ” من جمعية الفيلم المصرى و كانت تتمنى أن يُطلق عليها لقب ” قرص طعمية السينما المصرية ” بدلاً من ” حبة كريز السينما المصرية ” ! و ذلك حسبما ذكرتُه فى حوار لها مع مجلة ” نصف الدنيا ” بأن الجمهور بأكملة يأكل الطعمية و يستطعمها جداً و يحب تناولها بعكس الكريز الذى لايعرفه كثيراً منهم ! .. تزوجت معالى مرتين و فشلت الزيجتين لتُقرر عدم الإرتباط مرة أخرى بعد أن صرحت فى حوار صحفى بمجلة المُصور بأنها لا تعترف بالحب الأول لأن كل مرة نبدأ فيها قصة حب نظن أنها الأولى و الأخيرة و تطلع فى الآخر قصة فاشلة منيلة بستين نيلة ( على حد قولها ) .. ذات ليلة شعرت معالى بضيقٍ شديدِ فى التنفُس فذهبت للطبيب فى اليوم التالى ليُفاجئها بإصابتها بمرض سرطان الرئة و ظلت تتعالج منه و لكن دون جدوى إلى أن فارقت الحياة و وافتها المنية فى 10 / 11 / 2014م نتيجة صراعٍ مع هذا المرض اللعين بعد أقل من شهر على دخولها إلى غرفة العناية المُركزة بمُستشفى السلام الدولى قبل أن يتم نقلها إلى مُستشفى المعادى للقوات المسلحة بعد أن تركت لنا أعمالاً جميلة لازالت عالقة بأذهاننا و ستظل كذلك حتى يوم يُبعثون لأن الفن الجميل يعيش إلى الأبد و لا يُنسى أو يمُت على الإطلاق بموت صاحبه .. رحم اللهُ معالى زايد و تجاوز عن سيئاتها و أسكنها فسيح جناته .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى