ثقافة وفنون

لـ الليل حكايات لا يستبيحها الفجر….قصيده للشاعره هناء داوودي

لـ الليل حكايات لا يستبيحها الفجر
مخادع هو
و الروح تترصده بدهشة الفرح
مُشاكس يستفز الحلم الأخير
ليثير أمواج الحنين
ذات مساء اصطادتني روحكَ
فتبعتها بشغف
كنت أعد النجمات
حين جافى النوم مرقدي
لم أنم حينها
و مازلت أهدهد الفجر كي لا يصحو
ما أعذب التوهان في اللحظة حد الثمالة
و الانصهار بعذب الإحساس
دعواك المستفزة للتمرد حين هدير الشوق
تُصيب صميم القلب
لكن رمح الشوق مسافاته قصيرة
تسألني هل جلت بخاطري؟
كيف لا ؟
و لوقع رجولتك سحر
جررتني به لعالم الدهشة
أثارني دفء همسكَ
نظراتك موج اشتهاء
تأسر كلي
لصخبكَ ارتعاشات الحنين بروحي
غدوتُ خارج الزمن لوهلة
عينايّ تشي بالكثير
فلتحذر مكرهم
و أناملكَ تنبش الرغبة
يالريح جنونكَ
تجتاحني و أخشاها
ها أنا أشعر بأنفاسك الثائرة
أكاد اسمعها و تُزلزلني
يداك الزاحفتان اليّ
تُغوي ريح الشوق بالهبوب
كأنها وقود للنار
قد أنسحب قبل أن تحرقني
رفقاَ بي..
لا تدعها تبعثر سكون الروح
في خباياكَ نوايا تؤرق نفسي
فهل يغفر لي قلبي
إن طاوعت هذياني بك
أنا التي يروق لي هذا الاستسلام
و أعرف اني ماكرة
حين أهرب منه كطفلة شقية
إحذر يا أنتَ
هطولي قد يُربك احساسك
أنوثتي قد تُرهقك
قد تلفحك ناري
فأنا لا أقبل بأقل من الجنون
و أخاف أن يصلبني هذا الهيام
حين جمر اللهفة
دثرني بنسائم الوله
كي أعتكف بركن قريب لروحك
تعال
ارتديني في غفوة الحلم
إن أدركت لوعتي
و تمكنت من صدودي
أوغل في جنونك
ليمنحني العطر نشوته
ثم دعه حتى يضيق ذرعاَ بي
فيشي لك بسري
يروقني صهيله
يُثير خلجات الفؤاد
يُرهق صبر الماضي بثورته
يترقب عطف الأنا
حين انحسار الرؤى
يتواطئ مع الحرمان كي يهزمني
لن أحرره مادمت أسيرة صمته
و أصارعه بحنكة التمني
لذا لا أعدك بأن أكون
فأنا متمردة حتى على المواعيد المسبقة
أكره التقيد بها
فالصدف أجمل
إشراقة الصباح ستشي باللهفة
و تكشف المستور
ربما تهزم ما حولها من ظلام
لن تراني حينها
لستُ مرئية
فأنا كالحلم العابر
و لربما أكون متخفية بـ ازار نجمة
ترقب وميض فجر
أنا تلك الأنثى المسلوبة الوجد
المقيدة بالصمت و الشغف يرعبني
قد تُهت في ليل السكون
لكن حين الصحو
لا أخشع إلا لصدى روحي
أترقب حرف قد يعتقل نبضي
يستفزه حين سكينة
لينهمر سيل البوح
أمطار الانتظار تنعش الروح
ستتدفق مساكب الخمر
فتزداد روحك ضجيجا
لا تتهمني بالنكران
لا أطمر الأمل عميقاَ
و لكن لا أريد له الشرود كثيراَ
مفرداتك تلك التي تتقاطر بأذني تُدغدغ الأنا
و أنا لا أريدك أن تكون سوى أمنية
لنلوذ ببعض الهدوء
الصمت حكمة
و السكون قبلة الليل
سيذكرنا هذا الغرق
في صباح هارب من الزمن
قد لثمت وجه الفرح حينها ….و اكتفيت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى