فيس وتويتر

مصطفي السعيد يكتب :لمذا فاز جونسون اليميني وخسر كوربين اليساري في بريطانيا؟

زعيم حزب العمال البريطاني كوربين شخصية محترمة لكن السياسة لا تقوم على الإستقامة ونبل الأهداف بالأساس، بل تحتاج إلى المراوغة وقدر من النذالة أحيانا كثيرة، وزعيم حزب المحافظين جونسون الشبيه بترامب يتمتع بالكثير من الشعبوية والمراوغة، ولعب على وتر أن معظم الشعب البريطاني يرغب في الخروج من الإتحاد الأوروبي، وأن أزمة الرأسمالية البريطانية سيحلها الخروج من الإتحاد الأوروبي، مجرد حل يستند على الأوهام، ويراهن على بقايا نزوع إستعماري قديم، وذكريات التفوق البريطاني والإمبراطورية القديمة، وكأن الشعب البريطاني يستحق مكانة أفضل من باقي الأوروبيين، يحدوهم الوهم في مكانة أرقى ومتميزة تعكس روحا يمينية عنصرية، قادت جونسون إلى الفوز على كوربين، لكن هل تتحقق أوهام البريطانيين في أن أحوالهم سوف تتحسن عندما يخرجون من الإتحاد الأوروبي في نهاية الشهر المقبل؟ أشك في أن بلوغ هذا الوهم، الذي سينهار حتما، فمشاكل بريطانيا الإقتصادية لن يعالجها الخروج من الإتحاد الأوروبي، والإمساك بذيل الولايات المتحدة، فالقاطرة الأمريكية مثقلة بالهموم، غير قادرة على شق طريق لها، والفوز في ماراثون التقدم الإقتصادي، وستحدث الخيبة البريطانية، وتسقط الأوهام، ويمكن أن يتقدم حزب العمال مجددا، لكنه بحتاج إلى زعيم لا يكتفي بالمواقف المبدئية، وإنما بالذكاء والمهارة والقدرة على التعامل مع حواة السياسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى