الرقة .. جرحٌ بحجم جسد
على الرغم من أنّي مولع بالتاريخ والأوابد
إلا أنّني أقوم بمجازر تتريّة
بين الحين والآخر
كأن أحرق كلّ ما يتعلق بسيرةٍ ماضية
ويصادف كل بيت أسكن فيه له صالة خلفية للحرائق
فأحملُ إليها أسمالي وكلّ أوجاع من مرّوا في حياتي
وأضرم النار فيها
أعودُ بعد ذلك خفيفا إلى بياض سريري
مشبعا بدخان صراخ الماضي
وأنا أُبيده
خرجتُ من الرقّة بحقيبة ملابس خفيفة
كانت معظمها جديدة
تلك التي أهديتني أيّاها
وما علق من رائحتك فيها
حتى صورة أمّي لم أستطع حملها
كانت الرحلة محدودة الوزن
والذكريات ثقيلة..
كلما أحرقت ذكرياتي في الرقة
أكتشفُ أن بعضا من الذكريات لا تأكلها النيران ..