ثقافة وفنون

كلما سمعت عواء الذئاب خارج حجرتي ….قصيده للشاعره رودي رياض سليمان

كلما سمعت عواء الذئاب خارج حجرتي
عصرتُ قلبي بين إصبعين
وتنهدتُ أكثر
كلما لمحت بعيني وهي تلقي الدموع في الحدائق
لتسقي أنيني ونواحاتي
أدركت أنني مازلت إنسان
ولم أفقد هوية الإنسانية
المتعربشة ككرمة عنيدة على عروقي
تذكرت أن دمائي المسكرة
تزخرف قبلاتها على جبين قدري
وتروي قصصي ببطولات هزمتهم أمام قدْرتي
تذكرت أن بصمتي التي نسيتها على ذكريات الألم لحقتني
لترجعني إليها من جديد
تذكرتُ مرة أخرى أن زهور الكرز التي تفتحت في قلبي
قد وعدتني بكلمات جديدة
ونقوش قاتمة الحُمرة
تنهرني سگرة
وتلقي بي بئراً مليئاً بالآمال
ماإن أمد دلوي حتى يرويه حباً وحلماً وجمال
وأيقنت أن الفتاة الصغيرة ذات الضفيرتين
مازالت تسكنني وتناجيني أن تخرج من سجن ضلوعي
لتبارك الأرض أقدامها
نبية وقد حرم الله النبوة على النساء
هاهي تلك الصغيرة
جنية نورانية وأيٌ تكون
فهي قابعة هنا بين ضلوعي
تنتظر شرارة القيامة لتتحرر
شرارتك
كي تهمس بلعن السجن والظلام
تضيء شمعة وتلهم القديسين في أعيادهم
بثوب أبيض من بياض لمساتك
تعيد بصيرتي بقبلة
وبقلب احمرّ بسكرة ذاك النبيذ
وباخضرار زهرةٍ قاومتها كل الأعاصير
إلا أنها أزهرت ولم تنهر
لك كل المفاتيح
وبيديك كل الشيفرات
التي تخرجها من ضلوعي
علها تتحرر وتتحرر وتتحرر

 
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى