ثقافة وفنون

القصة القصيرة مساحة بوح ذاتي واستكشاف الواقع

حميد عقبي
بحضور عددا من القاصات العربيات والناقدة د. نانسي ابراهيم ود. حاتم الشماع، عقد المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح ندوته 45 على منصة “زووم”حول القصة القصيرة كلون سردي متميز يستحق الاهتمام والقراءة النقدية والتوجيه امتد للحديث عن قضايا ثقافية مهمة تتصل بالرواية والسينما والطباعة والنشر والتقنيات الحديثة والجوائز الأدبية، وتم استعراض تجارب المبدعات استبرق احمد من الكويت، انتصار السري من اليمن، شاهيناز الفقي من مصر، كما شاركت أيضا الكاتبة شذا الخطيب، القاص ناصر الرقيق، وكان لي شرف اعداد وتقديم هذه الندوة.
أكدت القاصة استبرق احمد، أن القصة القصيرة كفن سردي أكثر ملائمة للإمساك بلحظات مشهدية حساسة قادرة أن تعبر عن عمق وأحاسيس نفسية وفكرية خاصة وذاتية وكذلك لديها قدرة خلاقة على قراءة الماضي والمستقبل، كما يمكن أن تطرح بها أسئلة وجودية شائكة ولكل كاتب أو كاتبة أسلوبها، فالأساليب والتقنيات تختلف وتتعدد وتتنوع وكذلك تتطور مع المتغيرات الحديثة.
من جانبها تميل انتصار السري للأساليب الحديثة وكسر التابوهات رغم وجودها بمجتمع يوصف بالذكورية وخلال مداخلاتها تحدثت عن الواقع الأدبي والثقافي اليمني الصعب مما دفعها أن تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للخروج من حالة الحصار والجمود المعاش في اليمن بسبب الحروب والصراعات وتوقف النشر والفعاليات.
بدورها أكدت شاهيناز فقي أننا نعيش فترة ازدهار فن القصة القصيرة وأنها تزاحم الرواية في الشعبية والإنتشار، متفقة على أن وسائل التواصل الاجتماعي فعلا خدمت هذا الفن ليجذب الشباب لكن يجب عدم استسهالها فبدون موهبة وثقافة وفكر لا يمكن أن يكون إبدعا.
وفي أحدى مداخلاتها أكدت د. نانسي ابراهيم أن القصة القصيرة من أكثر الفنون والأجناس الأدبية صعوبة وتعقيدا، فالروائي قد يعجز عن كتابة قصة قصيرة بشكل محكم بينما العكس ممكن جدا، علينا أن نتذكر دوما عنصر التكثيف والايجاز وبدون الموهبة الإبداعية يصبح المنتج ضعيفا لأننا مع فن خلاق يمكن أن تتطور قدرات المبدع الموهوب بالقراءة والممارسة، كما نوهت لتقصير النقد بمواكبة تنامي تطور المشهد القصصي الشبابي ووجود متغيرات كثيرة وهو اليوم أكثر قربا للمتلقي.
وفي تداخل له أكد د. حاتم الشماع بأن دور الناقد ليس اصدار شهادة جودة، فالنقد يجب أن يحلل ويناقش ويستعرض ملامح الضعف والقوة والنقد يفيد الكاتب والقارئ والعمل الإبداعي كلما كان موضوعيا ومحترفا بعيدا عن المجاملات والوصف الهش.
كما شاركت شذا الخطيب حيث ذكرت أن القصة القصيرة بها شحنات روحية كعلاج نفسي وحذرت من تداخلها مع الخاطرة ووجود خلط عند البعض.
كثيرة هي النقاشات يمكنكم مشاهدة الندوة على صفحات فايسبوك المشاركات وقنوات المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح وهذا الرابط

ويواصل المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح برنامجه المكثف بعدة ندوات اسبوعية تمس قضايا فنية وأدبية وتكريم شخصيات مبدعة حيث سيتم تخصيص ندوات تكريمية ونقاشات مع عدد من الشخصيات منها الكاتبة جمانة طه، الفنانة التشكيلية سلوى الصغير، الفنان والناقد د.عماد النوير، الفنان سموقان أسعد، القاص ناصر الرقيق، القاصة شيخة حسين حليوي، الشاعر الكبير محمد آدم، الروائي والشاعر د. طارق طيب وندوات تمس النقد والسينما والمسرح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى