فيس وتويتر

نور الهدي زكي تكتب :وفاة قاض سيدخل الجنة .

المستشار هشام البسطويسي الذي رحل اليوم الي بارئه لا استطيع ان اصفه الان بأنه كان نائب رئيس محكمة النقض وكفي ، ولا أستطيع أن اصفه بأنه كان مرشحا للرئاسة في ٢٠١٢ وكفي .ولا أستطيع أن أقول انه كان أحد رموز تيار الاستقلال القضائي وكفي .
المستشار هشام البسطويسي باختصار كان رجلا شريفا كان يحمل ضمير القاضي العادل الذي يتأسس عليه الملك ..لم يتكسب ولم يهن ولم تفسده المادة ولم تغريه الشهرة ولم تنجح معه محاولات الإيقاع به وتلويث سمعته ، الداخل الي بيت المستشار سيجد بيتا بسيطا واثاثا لم تغيره السنين ولم تبدو عليه إلا علامات صاحب البيت وصاحب السمعة الحر الشريف .
كان المستشار البسطويسي ورفاقه أملا للمصريين الباحثين عن العدل والحرية إبان أزمة القضاة، الساعين الي بيت القضاة يدعونهم الي قيادة ثورة الخلاص من حكم الطغاة (يا قضاة يا قضاة ..خلصونا من الطغاة ) وبعد أن تحدث البسطويسي والقضاة عن تزوير انتخابات ٢٠٠٥ وازالوا الحاجز بين القاضي والشعب وانهوا الصورة الذهنية للقاضي المبتعد عن الناس والمترفع عن مشاكلهم وهمومهم فكانوا شركاء للشعب في حراك غاضب ومطالب باستقلال القضاء وإصلاح سياسي .
واستقرت آمال الخلاص من حكم الطغاة عند المستشار البسطويسي والمستشار محمود مكي علي خلفية الحديث عن تزوير الانتخابات للإعلام الذي كان حينها اعلاما مشاركا للناس في غضبهم ومعبرا عنهم وسندا ودعما للقضاة في مطالبهم فجاء قرار وزير العدل بتحويل القاضيين الي المحاكمة التأديبية فتحول بيت القضاة الي قبلة تسعي اليه جموع الشعب وقواه السياسية ورموز مجتمعه المدني في لحمة وطنية وهددت مكامن الفساد السياسي والنهب المنظم للثروة و تواصلت حتي بعد تبرئة المستشار مكي وتوجيه اللوم للمستشارالبسطويسي الذي تعرض حينها لازمة صحية شديدة فتصل الي مسامعه أصوات الغاضبين هاتفة ) لا ملامة. ولا ملام ..الف سلامة يا هشام ) .
خرج المستشار من ازمته واتخذ قراره بالخروج من مصر الي الكويت ليعمل عدة سنوات ويعود مع ثورة يناير ثورة الشعب في الخلاص من الطغاة ..ورحل اليوم القاضي الذي سيكون واحد من الثلاثة الذي سيدخل الجنة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى