كنتُ في الثالثة من عمري
حينما أدركت أن أبي لن يعود
قرأت ملامح جدي حينها
ذاك الذي عرف أن قبورَ أبنائه
تفرقّت على أسماك دجلة
،
ها أنا واقفٌ أمام باب مديرةِ المدرسة
صديقة القائد المهم
أقف منتظراً دوري في التحقيق اليومي
بعمر السادسة كان التحقيق مبهماً
شعرت حينها بضوضاءَ كبيرة في رأسي
جاء دوري
أين والدك ؟
لا أعلم !
كيف لا تعلم
من تحت النظارة الطبية تنظر إليَّ كأنني مجرم
وتدون أقوالي
السؤال جديد اليوم
أين هويتك العراقية ؟
لا أملك !
كيف لا تملك هل أنت إيراني ؟
لا ست أنا عربي من الكاظمية
تميمي أحد أكبر قبائل العرب
هذا ما سمعت جدي يقوله دوماً
لكنك لاتملك جنسية عراقية
إنصرف الآن .
،
في يوم آخر كان معها رجل أمن
يعيد الأسئلة ذاتها
أحسست كأن عمري عشرين ،
ست الجنسية يشترطون حضور أبي لمنحي إياها
أين والدك ؟
جدي يقول أنه عند الله وجسده موزعٌ على الأسماك
أين جدك ؟
يبحث عن الذين أرسلوا أبي إلى النهر كي يرجوهم بأن يعطوه شهادة موت
لأحصل على هوية عراقية
رجل الأمن : أنت تستهزأ بالحزب
لا عمو هذا ما قاله لي جدي
لست عمك !
أدري
يلا روح باجر بالإستراحة تعال نكمل تحقيق وياك .
وطن البعث