ثقافة وفنون

وطن البعث…..قصيده للشاعر مرتضي التميمي

كنتُ في الثالثة من عمري
حينما أدركت أن أبي لن يعود
قرأت ملامح جدي حينها
ذاك الذي عرف أن قبورَ أبنائه 
تفرقّت على أسماك دجلة
،
ها أنا واقفٌ أمام باب مديرةِ المدرسة
صديقة القائد المهم
أقف منتظراً دوري في التحقيق اليومي
بعمر السادسة كان التحقيق مبهماً
شعرت حينها بضوضاءَ كبيرة في رأسي
جاء دوري
أين والدك ؟
لا أعلم ! 
كيف لا تعلم
من تحت النظارة الطبية تنظر إليَّ كأنني مجرم
وتدون أقوالي
السؤال جديد اليوم
أين هويتك العراقية ؟
لا أملك !
كيف لا تملك هل أنت إيراني ؟
لا ست أنا عربي من الكاظمية
تميمي أحد أكبر قبائل العرب
هذا ما سمعت جدي يقوله دوماً 
لكنك لاتملك جنسية عراقية
إنصرف الآن .
،
في يوم آخر كان معها رجل أمن
يعيد الأسئلة ذاتها 
أحسست كأن عمري عشرين ،
ست الجنسية يشترطون حضور أبي لمنحي إياها
أين والدك ؟
جدي يقول أنه عند الله وجسده موزعٌ على الأسماك
أين جدك ؟
يبحث عن الذين أرسلوا أبي إلى النهر كي يرجوهم بأن يعطوه شهادة موت
لأحصل على هوية عراقية
رجل الأمن : أنت تستهزأ بالحزب
لا عمو هذا ما قاله لي جدي
لست عمك !
أدري
 يلا روح باجر بالإستراحة تعال نكمل تحقيق وياك .

وطن البعث

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى