ثقافة وفنون

عــدت يـــــا عـــــــيـــــــدي…..قصيده للشاعره جميله فضل

عــدت يـــــا عـــــــيـــــــدي

وبـــيـــض الرّأس تلــتـمـــع

تــطلّ من بــيــن شقـــوقــها

بــقايا شمــــوع من مــطري

وقد فـــاضت

لتـــجرف ما بــقي من العمر
ترفض السّقاية من صلابتها
عــدت لا أهــل ولا ســنــــد
ينحدر الشّلاّل
أرتــــمي بين أحضان الشّتاء
تتلبّد السّحب السّوداء
بــلا بـــرق ولا رعد
رأيتني أرضا جرداء بلا نخل
شقــوقــها الحجريّة رسخـــت
عــلى وجنــات الدّهر
تظلّ راجلتي الطّريق
مـــن طـــول السّفـــر
غــزت المياه المنحدر
تـــلبــس الأرجل حجاب دجل
يــفـــزع القــــوم
ينتحر كبش أسود
ودجاجة بيــضاء
كلّ هــذا هـــراء
الأرض جــرداء
القمح صار حصى
تدمّرت الطّاحونــة
تمزّقت الغرابـــيـل
والعــمـــر يــجري
ونـــحــن نــــجري
يحفر قبر أعوامنــا
ندفن في صرح الزّمــن
بعد أن علت جدرانــــه
فتحت أبوابه الأعاصيـر
دخلت من باب لا أعرف اسمه
يــوم مولــــــــــدي 
كنــــــت تهديني ورودا
تـــسقينــــي شرابا
تلتهم ما بقي من أوراقي
تــرسم خطى سريعــــة
لوحة لعيـد مولدي
لـــيتــــك تــعـــود
ويــنـــدثـــر الآتي
تبيضّ السّحب الدّكناء
الشّمس تحرق الجبين
والنّرجس الذّابل ينثر أوراقه على الوجنتين
يلتصق بالشّقوق يداعبها
والمرآة تــشهــق حسرة
على ورود نـــحرتها خــسّة الزّمـــن
والحمرة تغطّي جذعا بلون الخشـب
تكدّست أمـامها أنتيكات
تـــلتهم الألوان
الصّفراء ..الحمراء ..الورديّة والبنفسجيّة
تــنوء المرآة من هذه العــقاــقــيــــر
وتــــنـــفــــــر …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى