ثقافة وفنون

ما ضاع مني صباح امس….قصيده للشاعر محمود حلبي

ما ضاع مني صباح امس …لملمته الان ..حاولت ..
أهي معصية وإثم؟
أن تتوسم الخير من سراب لا تعرفه؟
ان تتحسس الوفاء
في إفتراض يجعلك تعانقه وتتلذذ في ملمسه
ثم لا شيء !
إنك على جادة الصواب افق
فثمة انبياء حولك كثيرون ينتظرون وحيك…
توما اين كنت ايها السائح في ملكوته ..
تتفقد المساكين والارامل ؟
تتلمس بعصاك طريقا تعثر به احدهم؟
توما هنالك الف عدو يترصدك فحاذر ..
……..
كنت دوماً غير آبه بالزركشة ايها المغامر …
ثمة عين تترصدك ..
خلفك ..
فوقك …حاذر ..
ما ابهاك بين مريديك ؟!
تهلل في عظة الاحد تغني ككل مكابر …
على شفرة الحق يمشي بدون اكتراث ..
لعلها النجاة ..
توما يسير الهوينا في ازقة دمشق مطمئنا ..
وثمة ظل خلفه ..
………….
راسبوتين يراقب بصمت ..
راقب ظلك المجرم على الجدار ..
راقب ذلك الخلق المخيف …
كيف سيهتك ذاك الجسد الطاهر !
اي جنون؟؟
ان تتباهلان انت وظلك على جدار ؟
حلم الدم على شفتيك يمارس شجوه …
كيف السبيل لذاك الدم ..؟
ستراق دماء لاجل حلم احمق ..
صهيون تمارس حرفة إرث مضى ..
تسألني متى بكيت ؟
متى ستبكي ؟
وأي لزوجة ستسيل بعدها ؟
هي ذكريات شعور ..
ذكرياتك عبر الاثير تسيل …
في حضرتك لا بكاء …
لا شعر ..
سوى كأس كونياك قديم
وصوت تمدد ثلج….
ودخان يملىء رئتي فقط …
يقاد توما مستسلما لمصيره ذاك ..
كان وديعا جميلا ..
أي اجرام يقوده ؟
وأية ليلة تلك بين الليالي ؟
توما :
تذكر
انك لست وحيدا في قهرك وغلبك..
تذكر
ان احداً غيرك يموت الان
يستحيل أشلاء او يتبخر
بإرادة مجرمة
او يذبح مع ابتسامة
لا تفارق شفتي المجرم
في اللحظة التي تحتسي فيها فنجان قهوتك..
لربما دعاك ضميرك لحزن على انسان
لا تعرفه …هو نفسه
لكنه عانى ما هو افظع من الموت
سيفتي لك انك انسان…
نحن في معسكر النقائض
لا بد لنا ان نحصي ضحايانا كل يوم …
لا بد لنا ان نحصي اوجاعنا كل لحظة …
لا بد لنا ان نثبت للأنا اننا بشر …
وإلا كنا غير ذلك .
راسبوتين :
نم على شقك الايمن لعلك ترى حلما ذاخرا بالحب
نم على ساعد الحبيب لربما سكنت نفسك
نم بلا شجن ولا بكاء
لعلك تصحو باسما
نم بعد جهد ونضال لعلك تنام
المهم ان تنام
وتنتقي ما تشاء من حلم
وتنتقيك الكوابيس كما تشاء ….
طوفان من النبل والقهر معا .
هرم من الشهوات واللذات والتفكر في ملذات العصب والنبض ..
شبح الصمت القسري
الذي يكهرب الكون ويعجز عن تضوئة شمعة
انه العقل..
هل ستذكر كم من الاجساد اغتصبت؟
كم من الارواح قبضت ..
هي لعبتك الدنيئة تلك …
لذة الفاسقين ..
……………
توما :
ايتها التجربة الناجحة الفاشلة ..
حين تشعر انك ثمرة عجراء ..
حين تحس ان الكل حولك متاّمر عليك
تشعر بذاك التمزق…
والشتات حد الكفر والكسر
ذل ما بعده ذل ان تجد بعضك ضد بعضك …
لا مردَّ لامر صار وانتهى …
والان تقطف ثماره …
, او انت في غمار تجربته , للمرة الاولى ..
كأول تجربة جنسية لمراهق او مراهقة …..
انها دهشة ُ للذهول
عن الخلق الى اخر نقطة من هذا الكون ..
ثوبك الاسود تلطخ بالدم …فحاذر …
هل هي الوحدة ام استعمار آخر ؟
هل هو الخرس والارهاب ام قوى الطبيعة ؟

إنه العقل …
كله سنعاني منه الى وقت استرخاء نطمع به قبل الاجل
هكذا المدن المنسية تخصى …
لأجل كسرة خبز يمارس الموت فجوره ..
لأجل قطرات ماء لزجةٍ ككوثر عشق تحطم مدن وتنسى …
ذلك العشق في دم توما وفطير صهيون سيحيا دوماً
ذلك الطحن لعظمه يؤرق ليل الليالي الان ..
يمارس عادة كل البشر ..
أكل لحم للحم …
وطحن عظم لعظم ..
والحلم الاحمق يبقى ويزول لاجل غيبوبة أخرى ..
لذلك نشعر بخروج الروح معها بشبق .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى