ثقافة وفنون

بحرٌ بِسكْرةِ موجتَينِ … للأديبة : د.هنــاء علي البواب

بحرٌ بِسكْرةِ موجتَينِ


بالغْتَ في لغةِ التّعلُّقِ قصْدا

ونسِيتَ ما أبدَت رياحُكَ عَمدا


وكتبتَ أغنيةَ الهديرِ مغامِرًا

والرّملُ باتَ بحُكمِ جزرك مدّا


أقبَلتُ مُذ فطِنَ النّداءُ لحسرتي

وحدي، ومثلي كنتَ وحدَكَ فرْدا


وحَبَستَني ليلًا بنشْوة خاطرٍ

ما زالَ يُرسِلُ دمعَهُ الممتدَّا


آمَنْتُ أنّكَ مَن يُخانُ مَصيرُهُ

مُذ أَنْ أَتمَّ إلى المشاعِرِ عَهدَا


البحرُ حِضنُ مسافِرَينِ تفرَّقا

فتعانَقا شِعْرا، لِيَرتِقَ وَعدَا

بحرٌ بِسَكْرةِ مَوجَتينِ رأيتُهُ

في مُقلتَيكَ مِن الجِراحِ تَبدَّى


هُوَ شاهِدُ العشقِ القديم؛ وخالدٌ

في كلِّ مُوجَعةٍ يُسطِّرُ خُلدَا


هُوَ رَجْفةُ الصيّادِ يُنفِقُ رُوحَهُ

ليَعودَ نَشْوانَ الفُؤادِ مُندَّى


بحرٌ بِسَكرةِ موجَتينِ؛ سؤالُهُ

في القلبِ نبضٌ ما،أجِبْ ليَرُدَّا


لِيُحَدِّقَ الأحلامَ رَغمَ جَفافِها

تَخضرُّ تَمتلِئُ القصائدُ وَردَا


لِمَ كلُّ هذا الخوف؟ تسألُ مهجتي

أتعلُّقٌ ما؟ أم فِراقٌ أودَى؟


لمَ كلُّ هذا الحزنِ؛ بُعدُ حبيبةٍ

ردَّتْ على قلقِ اشتياقِكَ صَدًّا


أتقلُّبٌ ما، أَم عذابُ حقيقةٍ

صَدَمَتْكَ إذْ ضربَت أمامَكَ سَدَّا


وجعٌ هنالِكَ في الطّريقِ ورجفةٌ

بي تُسْكر المعشوقَ كيْ يَتردّى


مالَتْ لَهُ رُسُلُ الغَرامِ بأدمُعٍ

صدَّتْكَ إذ أَبْقَتْ جبينَكَ يَندَى


عزَفتْكَ مُوسيقى الأُنوثةِ فاقترِبْ

فَرحًا بقلبِكَ أنتَ وَحدَكَ أجدَى


سيّرتُ مُهجتِيَ الكئيبةَ نحوَ بَحْرِكَ

رحْ لَها .. أرسِلْ حنينَكَ مَدَّا



بحرٌ يُقلِّبُنا بِدُنيا مَوجِهِ

يُعطِي لنا دِفئًا؛ فننطِقُ بَردَا


سيَظلُّ شاهدَنا بِرَغمِ فِراقِنا

مِن دمعنا المخضوب يقْطر شَهدَا


ويَظلُّ للحَيْرَى كِساءً من هوىً

سيُريحُ في عينِ الجَوابِ القَصْدَا

د.هنــاء علي البواب

المملكة الأردنية الهاشمية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى