إلَهِي مَا افْتَدَى شَيْبِي الشَّبَابُ
وَنَفْسِي كَمْ يُرَاوِدُهَا الذِهَابُ
وَمَا زَالَ الهَوَى في النفْسِ حُرَّاً
وَمَا نَضَجَ الدُّعَاءُ المُسْتَجَابُ
فَلِي في الأرْضِ غَرْسٌ فَوْقَ غَرْسٍ
وَبِي في شَهْوَةِ الحُبِّ اغْتِرَابُ
وَلِي في النَّارِ مَوْعِظَةٌ سَتَبْقَى
إلى بَعْدَ الرَّحِيْلِ وَلِي مَتَابُ
إلَهَي قَدْ تَعِبْتُ وَلَيْسَ يَرْضَى
فُؤَادِي بِالمَشِيْبِ فَفِيْهِ نَابُ
يَعَضُّ العُمْرَ في سَنَوَاتِ ضَعْفِي
وَيَسْخَرُ كُلَّمَا اشْتَدَّ المُصَابُ
فَزَوِّدْنِي بِنُوْرِكَ يَا إلَهِي
لِيَرْحَلَ عَنْ هَوَى نَفْسِي العَذَابُ
إلَهِي كَمْ يَخَافُ المَوْتَ قَلْبِي
وَيَنْفُضُ جِسْمَهُ عَنِّي التُّرَابُ
إذا اقْتَرَبَ اللِقَاءُ وَكُنْتُ عَيَّاً
فَجِسْمُ المَوْتِ سَاعَتَهَا المُهَابُ
إلَهِي أعْرِفُ اليَوْمَ الخَطَايَا
وَأعْرِفُ أنَّ رَحْمَتَكَ الثَّوَابُ
فَخُذْنِي في طَرِيْقٍ تَرْتَضِيْهِ
لِيُسْدَلَ فَوْقَ أخْطَائِي النِقَابُ
فَلَيْسَ سِوَاكَ يَرْحَمُنِي بِشَيْبٍ
يُنَاصِبُهُ على الذَنْبِ العِتَابُ
إلَهِي إنَّ دَرْبِي كَانَ صَعْبَاً
فَمَا أقْسَاهُ في الأرْضِ العِقَابُ
تَذَكَّرْتُ البِدَايَةَ قُلْتُ آهٍ
جَهِلْتُ بِأنَّ في الأجَلِ الكِتَابُ