أنت الآن بعيدةٌ عني
بعد أن كنا كجناحيّ يمامة
لا أقول تلك سُنة الحياة
ليس للحياة أي سنن
ومع هذا أتدرين لماذا أحببتك
لأنك كنت الوحيدة التي تشعرني بأنني حٌرٌّ
أتحدث إليك عن أي فكرة ولو تافهة
عن آلامي البسيطة التي تخصني ولا تخص العالم
عن وجع صدري الدائم وشعوري بالمعاناة مع كل جهد
عن حصار الألم إثر كل وجبة
عن إعجابي برقص سامية جمال
و كراهيتي العميقة لراقصات مصر الآن
وتلغيمهم الجمال بالدعارة
عن ولهي بالدسوقي وابن عربي
وارتيابي أحيانا في قيمة الدين وقيمة الحياة
عن شعوري بالإهانة في هذا العالم
لأنه لم يقدر إخلاصي الحقيقي وكل ما بذلت من جهد
لأنال حياةً كريمةً وعادلةً
لقد كنت حُرّا معك تماما
حتى في خلطي العفوي بين المقدس والفاحش
في كلامي الموجّه لجسدك
كنت حُرّا .. حتى لأن أصمت لأيامٍ طويلةٍ
حُرّا بلا قيد
كما الآن
شجرةً مقطوعةً وبلا جذور.