ثقافة وفنون

نار قدمها ….نص أدبي للكاتبه سعيده محمد صلاح

ريح خفيفة تشعل نار خطوتها ، تحمل الوزر لهفةً، على المضيّ قدما في الحلم ، ترتدي الغابة المتراميّة على وهاد الجبال ،فستانها الأبيض ،لم تتعثّر في تلافيفه ، بهدوء تطرّز سيرها ، تمرّ في صمت دافق بين دروب وعرة ،تحمل فوانيسَ، منابع الكون ،وظهرها ينحني شموخا بحملها المتنفِّس من روحها ،تعاند البرد بحركة مدهشة ،تعاند القسوة بجمال ابتسامة تهدي للمكان أناقته ، وتحنو على كبدها فلا وزن يؤلمها ولا ثلج يكبح جماحها ، وتقدّم ذراعيها طوق نجاة ،لمن تراه كطفلها ،لخرفانها ،فكلاهما زهرات تنبت في أرض عطائها، و تتظلّل بوارف سخائها، وحمايتها لهم من قسوة الأحوال ،وتغيّر الطّبيعة وتقلّباتها ،من مقدساتها ،،وجهها يضئ بياض الثّلج فيهذي المكان بسحر هامتها ،وبإعلانها لوجود صارخ ،في سراديب الجمود ، هي ولاّدة بلا منّ ولا شكوى ، هي سلوى العطاء
——، شهدت لك الأرض بأنّك وجه خصوبتها ،أيّ جمال هذا يشقّ بحمرة وجنة، عربدت العواصف ،فنصعت صورة الألفة، بين أمّ ووليدها وخرفان دثرّهم قلبها أمانا ،عارم الدّفئ وجسما وهبته لهم مركب عبور ،فأشرقت الحياة من صمودها ،وأذابت نار قدمها طبقات الثّلج .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى