كتاب وشعراء

الكاتب المصري إبراهيم محمد إبراهيم يكتب “هَل نَحْنُ فَاسْدون؟”

الفساد كلمة بسيطة سحرية
بسيطة فى مدلولها سحرية فى تأثيرها، ومادخلت على أمة من الأمم إلا وكان لها فعل، وأثر ونتيجة.
ويدلنا التاريخ ويذكر لنا أن إنهيار دول عظمى كان بداياته الفساد، وإنتشاره، فالذمم تُخَرَّب والحقوق تضيع، ونزعات الأنانية تستشرى فمن ضاع حقه بسبب الفساد فى جانب، ومن أفسد فى جانب آخر وتََضاد المصالح يفرّق النفوس يُولّد الضغينة، ويمزّق نسيج المجتمع.
هى كلمة تحتاج عزيمة قوية لمحاربتها، وإستئصال شقفتها من المجتمع.
ونظن جميعًا ونَرْكَن إلى فكرة ان الفساد مالى فقط، وهو من أدوات الكبار، ولكن لك أن تسأل نفسك
هل مددت يدك إلى مالا يخصّك؟
هل أعطيت لغير صاحب حق ماليس له بحق؟
هل كنت سببًا لضياع حقوق المجتمع وأفراده ؟
هل عطلت قانونًا وأحييت حيلة للإلتفاف عليه ؟
هل إنحنيت لصاحب جاه وشددت على ضعيف ؟
هل أديت عملك تحت مقولة “على قد فلوسهم” ؟!
هل جعلت ابنك يرد على الهاتف وينكر وجودك ؟
هل أعطيت وعدًا فأخلفته ؟
اذا كانت اجاباتك بنعم فأنت فاسد .. فاسد .. فاسد
إن الأمم تُشرّْع، وتضع القوانين، وتضع المعايير، و مابها من المسموحات و المحاذير، ولكن شياطين الفساد تطل برأسها دائمًا وأبدًا فتُبَدّل، وتستنبط ما يخدم فسادها .
وأنت فى سلوكك بين بنى قومك الأساس، واللبنة الأولى فى بناء النسيج المجتمعى السليم.
فعلينا أن نستقيم، ونمدُ يدًا للتغلب على هذه الآفة اللعينة، وإلا جاء علينا يومًا نجد أنفسنا، وأوطاننا عبارة عن أسطر بكتب التاريخ عن أنه كانت هناك امة، وأنها دُفنَت لأن من عاشوا فيها لم يَقْدروا على الجهاد الأكبر جهاد النفس، وتعلّقوا بأهداب مصالح شخصية ضيقة.
إن الأوطان لا تبنى لنا وفقط، ولكن لأجيال قادمة هم أبناؤك وأحفادك، فاترك لهم وطنًا يشعرون فيه بالأمان وطن يحتضنهم، وطن يجدون فيه اللغة والحساب والكمبيوتر وليس سطرًا فى كتاب تاريخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى