كتاب وشعراء

الكاتب اليمني صفوان القاضي يكتب “معارك وحرب دون راء”

أنا المُلقب بِقائد معارك الحب العنيفة مع إمرأة يعجزُ العالم عن وصف بطولتها وجمالها.
أحملُ الأسلحة الثقيلة، والخفيفة وهي “العشق الحب الغزال الغرام العِتاب” لأخوض المعركة بِالعنف والقوة لكي أعود بالنصر أو الشهادة، لأعود سالماً غانماً أو أبقى أسير.
أنا من يُسمى بِقائد معارك الحب العنيفة فالقائد في وسط المعركة لا يترددُ أبداً، هُناك القائد يبرزُ كل مالديهِ وكل ما يمتلك من قوةُ وشجاعة وعزيمة وحركات عسكرية وخُطط سياسية، وغيرها لكي يُحقق النصر،
لذلك أنا من كثرة المعارك التي أخوضها في الحب أُطلق عليا بِهذا الإسم.

ففي معركة العِناق فُقيدت حاسة الشم عندي بِشضايا روائح العطر والروائح الذي تحملهُ فتاة فوق ثيابها الطاهرة المُمزقةِ بِدموع العشق والغرام.
ثم ظهرت إصابةٌ أُخرى على خدي في رصاصة مؤنثة تُسمى العِناق العادي دون مُمارسة الجنس، وفي خدها ظهرت إصابةَ القُبلات الذي أطلقها فمي والشفاه المبتور بأثر أعقاب السجائر الرديئة والقات البائر.
ثم تم إكتشاف بُقعه تبعد عن ساحة المعركة بقليل مزروعةٌ بألغام وأسلحةٌ نووية تكاد تنفجر وتُمزقُ المكان باللون الأحمر إذا لُمست ولكن أنا لم أقترب من هذا المكان بعد التحذير خوفاً من الدمار.

وفي ذات يوم لم أعود من المعركة كانت هزيمة كُبرى وتم أسري ثم ألقوني في سجن أحضان هذه الفتاة فتركوني في سجن نهودها وفي زنزانة خصرها وكانت تتعامل معي كأسير وتستخدم طرق التعذيب البشعة معي، ترمي سِهام الحب إتجاهي والعِناق والقُبلات وأنا صابرٌ مُتربع في أحد زوايا سجن أحضانها لعل أو عسى تتنزل الرحمة على قلبها وتفُك أسري من بين أحضانها ومن سجنها الذي يشبهُ ديوان الشعر وعرش ملكة سبأ وبلقيس،.

ضاعت بطولتي ولم أُحقق النصر في النهاية، فأنا أسيرٌ بين أحضان تلك الفتاة العظيمة المُسلحة بألغاااام بالحب وشضايا العشق وذخيرة العِناق والقُبلات، المفتونة في معارك الغزال وفنون القتال.
أنتصرت الفتاة على القائد في النهاية وكنتُ أسير في سجن أحضانها وكانت أخر معركة أخوضها ثم أسلمتُ على يدها، ووقفتُ مُعدلاً على سُجادة شعرها لأقيمُ صلاتي.
ثم بعد الإسلام رسمت على يدها خارطة حمراء من دقيق الحناء وحدّدت أين كانت قيام المعركة، ونقشة أُخرى رسمتها على ساق يدها وذكرت بها أسم قائد المعركة.

نعم هنا كانت قيام المعركة على ساحة صدرها وكانت النهدين متارس لي والشفاه زادي وكل هذا الجسم مذاقي فنزفت عيوني احلى الدمعات المُمزقة بالألم وأبحرت ماءً لكي تُطهر هذه الساحة من أثر الحروب التي قامت على وجهها وتجمع ما تبقى لدي من حروف تبعثرت على وجه هذه الأرض الخصبة.
التي وجدتُ على ساحة صدرها عالمٌ أخر “كدجله والفُرات”، أنهارٌ من عسلاً مُصفى وخمرٌ لذيذ مذاقهُ وهنيئاً لمن شرب منهُ، ويوجد في تلك الساحة حواجز وبِحار أيضاً لا أحد يستطيع كسرها إلا من يجد الكود والشفرة، أو يمتلك فنون السباحة ووسائلها في البِحار.

ثم الأن صار أسمي في السطر الأول من قاموسها، أتعلم على يدها كيف أصنع من الحروف الأبجدية حضارة، وعِلاج للعاشقين وكيف أكتب قصة حب إمرأة تُشارك حبها مع رجل حربٌ وصِراع في وطن ممتلئً بالمأسي والخيبات، تعلمتُ في معهدها الكثير من الكتب المُحملة بكلمات “الحب والعشق والسلام” وقالت إن التغّزُل فيها سُنة ثمّ أكدّت لي بأنّ وجودي في هذه الحياة إلا لأجلها وأنّ هذه الحروب والصِراع التي تُقام في بلادنا إلا لأجلها ولإعلاء قيمتها وشرفها وأن هذا الوجود مخلوقٌ لنا لكي نرسل صاروخ أحلامنا إلى قوس قزح والسماء ونُسمع كل من في الكون بأن حبنا صار سُنة ونشعل الفرحة ثم نتربع بين أحضان السعادة ونقتل كل من يرمي سِهام الجهل والكراهية أتجاهنا.

هكذا كانت قصة هذا الرجل وقصة يوسف شقيقتان مابين الحزن والجمال والفتنة والإبتلاء ثم العظمة ورفع الشئن والمقام.
فبينما الأن بعد أن أكتمل المسار، وكان الليل هادئاً في سكونه فتحتُ دفتري أبحثُ عن ورقة بيضاء لأكتب القصة على سطورها، فبينما أنا أبحث تفاجئتُ في سماع صوت الرصاص وضربٌ عشوائي في صواريخ نووية تقصف منازل المواطنين يُقال أنها عبر الغلط أو الخطاء، فنسيتُ حبيبتي وكل البقية، من شدة الفجيعة وسوء الحظ، يا إلهي والكارثة، وبعد ساعاتٍ قليلة سمعتُ الخبر يتحدث ويقول بأن الفتاة من بين ضحايا الكارثة، فهي الأن ميته بترتها أحد شضايا القصف، فبقيتُ أنا، نعم أنا ما بين لعنة وأخرى حزن وعزاء، أنا أحد الضحايا الذين سقطوا في معركة البقاء دون عزاء، ثم وجدتُ هذه الورقة فكتبتُ القصة، ومزقتُ حروفها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى