كتاب وشعراء

وجعٌ دفين…بقلم يحيان محمدو بكار/موريتانيا

ماذا لو وجدت نفسك مجبرا على تحريرك من مشاعر الحب ، ومنعرجات التعلق إلى عالم الانتظار والعلاقات المضطربة التي لاترتبط بنظرات خاصة أو مكالمة متأخرة أو رسائل يسبق بعضها بعضا، ماذا لو أجبروك على الرجوع خطوة إليك، إلى عالمك بعيدا عن فرضيات التخطيط ؟ ماذا لو قررت أن تحذف من سجل الأيام الحلقة الأولى لتستمر بعدها في تخبط تام بين حلقة ضائعة وكلمة واردة وعزاء مستمر .
من الصعب أن تمثل دورين مختلفين أحلاهما الفراق وثانيهما الاستمرار عن بعد عن قناعة مشلولة عن مشاعر مبعثرة مختزلة في صمت دقيق ونبض رقيق ،
تحتاج إلى جواز السفر ذلك المدفون في قلب أحدهم وأنت الذي قررت الرجوع عنه بعد أن أعلنت حالة الطوارئ ، ومكثت بين سفر مؤجل ورحيل تقرر ،
إنها الرحلة الأصعب في الحياة، لكن الرجوع عنها تخطى حدود الكتابة إلى عالم المكبوتات عالم الأسرار.
وأنت دائما رهين البقاء رهين التقييد، بعدها تلجأ إلى خفض السرعة ، ثم تنعطف في الجهة المقابلة للإشارة الصفراء مودعا بذلك أغلب المفردات وأقرب الكلمات، هناك تمثل الاستمرار ، لكن ماذا عن زحمة الطريق وأسئلة المتلقي ومحطات الحوار، هناك سيكتشفون أنك ضائع وأنك سلكت منعرجا خاطئا، ليتهم يدركون شعورك بالحرقة بالتمزيق ، ليتهم يفهمون أن بعض الطرق توصد أمامنا دون أن نملك القرار ، ثم إننا لانملك من الشعور آنذاك سوى الانتظار.
في خضم ذلك تنسى جواز السفر لتضيف إلى رحلة البحث عنه مزيدا من الوقت مزيدا من البقاء من التفكير من التغيير.
تقرر أن تذهب إلى الجانب الآخر ، إلى غرفة الوافدين لتدخل بعدها كضيف طائش ينتظر كل تلويح وكل تلميح ، إلا أنه في قلبه وجع مسافر وفي عينيه نظرة سريعة وفي كلماته قصص تتراقص على الشفاه عند كل إيقاع للحنين .
ثم تستمر بين النداء الجديد والصدى البعيد .
تتخذ موقفا جديدا تتهرب من قبضته لكنك لا تملك من الأمر شيئا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى