كتاب وشعراء

رسائل محذوفة …بقلم وحيد عيادة.

كلُّ الرسائلِ التي حُذِفَتْ،
كانت قَصائدَ ،
خطَّها القلبُ على ورقِ الغيابِ،
ثمَّ ألقاها في مهبِّ النسيانِ،
خشيةَ أن تُثقِلَكَ الكلماتُ،
أو يفيضَ النبضُ بأكثرَ مما يحتملُ الواقع.

كلُّ الرسائلِ التي لم أُرسلْها،
كانت اعترافاتٍ خجولةً،
وأمنياتٍ تنبضُ على حافةِ الشفاهِ،
تنتظرُ شجاعةَ اللحظةِ التي لا تأتي،
كانت أحلاماً صغيرةً
تكبرُ في دفءِ تخيلاتي،
وتُزهِرُ في صمتِ حروفي،
لكنها تخافُ أن تنكسرَ
إن عَبَرَتْ إلى عينيك.

كلُّ الكلامِ الذي لم يُقال،
كان أبجديةً غارقةً في بحارِ الروح،
أوسعَ من اللغةِ،
وأعمقَ من الصوتِ،
يتشكَّلُ كطيفٍ من الحنين،
ويطوفُ في مدارِ نبضِك.

كلُّ النظراتِ التي خبأتُها
تحتَ رمشِ الخجلِ،
كانت رسائلَ ،
كتبتُها بماءِ الروحِ،
وأرسلتُها إلى عينيكِ
علَّها تصلُ دون أن تفضحَني.

كلُّ هذا العالمِ صغيرٌ،
أصغرُ من أن يحتويَ مشاعري،
أضيقُ من أن يسكنَه الحنينُ المتفجِّرُ في أعماقي.

فهل ستأتي اللحظةُ
التي يُقالُ فيها
ما يستحقُّ أن يُقال؟
أم أنَّ رسائلي
ستبقى حلما
يعيشُ بينَ الحذفِ والإرسالِ
دونَ أن يخرج للحياة ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى