كتاب وشعراء

هَدِيَّةٌ مَسْمُومَةٌ… /تيمة المرأة ……… بقلم // فاطمة شاوتي // المغرب

الخميس 26 /12 /2024
الساعة 30 :10 صباحا كتابة
الساعة 40 :05 مساء نشر

مدونة الأسرة أي تغيير…؟

على إثر التعديلات الأخيرة لقانون الأسرة المغربي…

هَدِيَّةٌ مَسْمُومَةٌ… /تيمة المرأة

أيّتُهَا الْماما نُوَّيْلَةُ
la maman Noëla
هلْ رأيْتِ ماذَا أهْدانِي
le papa Noël…?

“تمخّضَ الْجبلُ فولدَ فأْراً ”

انْتظرْنَا ليْتنَا مَاانْتظرْنَا
كلُّ عُشريةٍ يقدّمونَ الْفتاتَ؛ ويُوهمونَ الْمجْتمعَ أنَّ التّغْييرَ حدثَ
لكنَّهمْ ولكنَّهنَّ لايرْونَ ولايريْنَ سوَى الْجزْءِ الْأصْغرِ الظّاهرِ منْ قمّةِ الْجليدِ، أمَّا ماتحْتهُ فلَايعْرفُهُ سوَى الْجنْسِ الْمغْصوبِ والْمعْصوبِ والْمُعصّبِ عليْهِ أيْضاً…
أنْ تتغيّرَ الْمدوّنةُ يلْزمُهَا فأْسٌ قويّةٌ؛ ومخالبُ ضاريةٌ ضدَّ وحْشٍ، إسْمهُ الذّكوريةُ الّتِي تغْتصبُ حقوقَ وكرامةَ النّساءِ…
مَامعْنَى ألَّا نمسَّ قداسةَ الْبابَا الْعقْلَ الذّكورِي، الّذِي يقْبضُ بِيدٍ منْ حديدٍ علَى وجودِ الْمرْأةِ، ويخْلعُ عنْهَا عباءةَ الْأهْليةِ والْكفاءةِ والنِّدّيةِ؟
مَا معْنَى ألَّا نقيسَ عيوبَ التّعْصيبِ الّتِي تجْعلُ كلَّ النّساءِ خارجَ محصّلةِ التّعْديلِ الْقانونِي، وتخْضعُهُنَّ لِسيْفِ “ديموقْليسْ”…
إنّهُ التّعْصيبُ الّذِي يسْرقُ كرامةَ ووجودَ وكفاءةَ وعقلَ النّساءِ …؟
التّعْصيبُ وحْدهُ يعني وضعَ الْعربةَ أمامَ الْحصانِ، فلَامعْنَى لِلْمساواةِ بيْنَ النّساءِ والرّجالِ، وهنَّ تحْتَ حمايةِ الذّكورِ فِي حالةِ وجودِ الْإناثِ فِي عائلةِ الْأمِّ والْأبِ، لِيتدخّلَ رجالُ كلِْ عائلةٍ حسبَ جنْسِ الْهالكِ، فيصْنعونَ حصاراً قانونياً بِاسْمِ الشّرْعِ ضدّاً علَى الْقوانينِ الدّوْليةِ لِقيادةِ حقوقِ النّساءِ بِالتّقْسيطِ…
الْمشْكلُ مَازالَ مشْكلاً يحلّونَ الْجزْئياتِ، ويتغاضوْنَ عنِ الْأساسِي…
التّعْصيبُ معْناهُ بِصراحةٍ وصايةٌمضاعفةٌ لِعدمِ الْإعْترافِ بِأهْليةِ الْمرْأةِ…
التّعْصيبُ هوَ نفْسُهُ يصبُّ فِي خانةِ مسْتحقّاتِ الْإرْثِ، لِأنَّ الذّكرَ يسْرقُ النّصْفَ الّذِي ينْزعُهُ الشّرْعُ منَ الْمرْأةِ ، ويمْنحهُ لِأخيهَا…
وإذَا لمْ يتدخّلِ الْحاجبُ الذّكرُ، فإنَّ الْعُصْبةَ الْقرابيّةَ منْ جهةِ الْأبِ تُعْنَى بِالشّأْنِ الْمالِي؛ إذَاكانَ هوَ الْمتوفَّى؛ والْعُصْبةَ منْ جهةٍ الْأمِّ تأْخذُ زمامَ الْأمورِ الْماليّةِ إذَا كانتْ هيَ الْمتوفّاةَ…
وتبْقَى الْمعْنيّةُ الْأصْليةُ بِالتّركةِ /الّتِي تسْتحقُّهَا بِالْمساواةِ معَ حصّةِ الذّكرِ،
واقفةً فِي الْمنْزلةِ بيْنَ الْمنْزلتيْنِ، فلاهيَ كاملةُ الْأهْليةِ لِتحْظَى بِحصّتِهَا كاملةً، ولاهيَ خارجَ الْمُحاصصةِ كيْ تأْخذَ علناً صفْرَ إرْثٍ…
يعْنِي أنَّ الْحقَّ فِي تدْبيرِ شأْنِهَا الْمادِّي يعودُ إلَى مصادقةِ المُعصِّبِ الّذِي يشْترطُ أنْ يكونَ ذكراَ…
نهايةُ الْأمْرِ ترْسيخُ قاعدةِ :
لِلْمرْأةِ نصْفُ حصّةِ الذّكرِ مهْمَا وصلَتْ منْ قيمةٍ ثقافيّةِ أوْ إقْتصاديّةٍ أوْ إجْتماعيّةٍ…
إذنْ فالْعائلةُ بديلٌ لِلْمرْأةِ ومعْناهُ فِي تقْديرِي أنّهمْ مهْمَا عصّبُوا فهمْ عصابةٌ…
والْمساواةُ مجرّدُ خطابٍ لَاعلاقةَ لهُ بِالتّفْعيلِ وفْقَ مقوّماتِ الدّسْتورِ،
الّذِي ينصُّ علَى الْحقوقِ الْكاملةِ
والْواجباتِ الّتِي تسْتلْزمُ الْمساواةَ
الْكاملةَ دونَ تجْزيءٍ أوْ شروطٍ بْينَ الْجنْسيْنِ…

“الْمْنَدْبَةْ كْبِيرَةْ والْمَيَّتْ فَارْ”
هذهِ محصّلةُ النّضالِ الطّويلِ لِلْحركةِ النّسائيّةِ الْمغربيّةِ، لِأنّهَا مُطوَّقةٌ بِحزامٍ ناسفٍ هوَ الذّكوريّةُ الّتِي قدْ تحْملُهَا النّساءُ أنْفسُهنَّ
لهذَا التّغْييرُ صعْبٌ ومعقّدٌ ،
الْواقعُ ملْتبسٌ تتداخلُ فيهِ الْحداثةُ بالتّقْليدِ؛ والْحاضرُ بِالْماضِي؛
الْمعقولُ باللّامعْقولِ…
الْقانونُ خدْعةُ الْمشرّعُ
الطّريقُ أطْولُ
مادامَتِ النّساءُ مقْصياتٍ منَ الْمعادلةِ الْقانونيّةِ اللاّعادلةِ
إنّهنَّ كاملاتُ عقْلٍ ودينٍ ولسْنَ ناقصاتٍ أوْ عوْراتٍ …

فاطمة شاوتي /المغرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى