رؤي ومقالات

وحيد عيادة . يكتب : السر في البطانية !

في عالمنا المعاصر، لا يخفى على أحد أن البطانة هي القوة الخفية التي تقف وراء اتخاذ القرارات السليمة والرشيدة في أي منظومة.

لكن، هل فكرت يومًا في أن البطانة قد تكون سر النجاح أو الفشل؟ إذا كانت هذه البطانة قوية، مثقفة، وأمينة، فإنها تصبح الدرع الواقي الذي يحمي المسؤول من اتخاذ قرارات عاطفية أو عشوائية متسرعة .

ويقال في الأمثال الشعبية “اختار الرفيق قبل الطريق”، وهذا ينطبق على كل قائد أو مسؤول .
إن من يرافقك في رحلتك، هم الذين سيحددون مصيرك. لذلك فإن البطانة الحسنة الصادقة لا تعني مجرد اتفاق دائم، بل تعني التوجيه الصحيح والنصح الحكيم و ربما تختلف معك و إن كان ذلك يعني تصحيح مسارك في اللحظات الحاسمة بكل حب و ود و إخلاص مما يسهم في بناء القرارات الرشيدة و إدارة دفة السفينة الي بر الأمان .

في الجهة المقابلة، إذا كانت البطانة ضعيفة أو فاسدة ، أو حتى إذا كانت أمينة ولكن تفتقر إلى الحكمة والرؤية المتبصرة، فإنها قد تكون سببًا رئيسيًا في اتخاذ قرارات خاطئة تؤدي إلى انهيار المنظومة و غرق السفينة !
تمامًا كما أن البطانية الرخيصة لا تمنحك الدفء المطلوب، بل تسرّب البرد و الصقيع لأطرافك ، فإن البطانة الضعيفة قد تساهم في تشويش عقلك و تقودك إلى اتخاذ قرارات تؤدي لتدهور الأوضاع رويدا رويدا !

لنأخذ مثالاً تاريخيًا من الإسلام: الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز. فقد كان رحمه الله يولي البطانة الصالحة أهمية كبيرة، فكان يستشير العلماء والفقهاء قبل اتخاذ أي قرار هام. لم يكن يقتصر على رأيه الشخصي، بل كان يستعين بحكمتهم ورؤيتهم، مما ساعده على اتخاذ قرارات أساسية جلبت الرخاء والعدل للأمة الإسلامية في فترة خلافته القصيرة.
إن البطانة ليست مجرد مجموعة من الأشخاص المحيطين بك، بل هي السر الذي يحدد مصير قراراتك. اختار دائمًا من تثق بهم، من يوجهونك إلى الخير ويرشدونك إلى الطريق الصحيح ممن تتوافر فيهم عناصر الخبرة و البصيرة و الرؤية .
في النهاية إذا استطعت بتوفيق الله أن تحسن إختيار البطانة الصالحة ، شد اللحاف ونام فأنت في أمان و ستنجو من ألاعيب عفاريت الإنس و الجان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى